لحظات منذ الصغر
ما أحوجنا أن نتعلم من الصغار مھارةً من أروع وأرقى وأھم المھارات؛ألا وھي الاستغراق
في اللحظة، والإنغماس في المشھد، دون قلقٍ من مستقبل غامض ، أو حزن من ماض أليم
؛ فعنمدا يلعبون، أو يرسمون أو يأكلون، أو يسبحون تجدھم في غاية الاستمتاع !
مهارة القلق
إن مھارة القلق وتوُسع التفكير ونسيان اللحظة ھي مھارة مكتسبة لدى البشر للأسف، لم
نولد عليھا ولكن اكتسبت مع الأيام، وھي مھارات تجعل الماضي يجثو على الحاضر، وتجعل
المستقبل يزاحم اللحظة ويكدِّرھا وھنا مكمن المشكلة!
أثبتت الدراسات ان غالبية البشر لا يستمتعون بالأشياء الا ما نسبته %10 على أكثر تقدير! أي
انھم يمرون بلحظات سعيدة وجميلة ولا يستمتعون بتفاصيلھا إلا بتلك النسبة البسيطة جدا !
ومثلھا النغمات المشجية والاصوات الجميلة! حتى الروائح الزكية لا يستنشقون منها إلا
القليل استمتاعاً! فما السر يا ترى في ھذا الھدر الكبير، وفي فوات مواطن المتعة ومراتع الجمال ؟!
مالسر؟
يسافرون لأجمل المدن ولكن الاستمتاع لا يكون بالمستوى المتوق َّع !
يزورون أماكن باذخة الجمال وكأنھم لم يذھبوا إليھا! يأكلون ألذ وأشھى
الوجبات دون تلذذ بطعمھا !
يرتادون فنادق فارھة، ومع ھذا نصيبھم من المتعة محدود !
أسباب عدم الاستمتاع !
عدم التركيز وخلط الأمور ببعضھا؛ فالبعض يأكل ويتصفح الجھاز، وذاك يقرأ
ويشاھد التلفزيون، وثالث يجلس مع أسرته وقد حمل هم عمله
لا تصبح أسير ھاتفك الذكي وتبدو معھ كالمغلوب على أمره لاحول ولا طول !
مراقبة عقارب الساعة والتفكير فيم يعقد ويعكر عليك صفو اللحظة.
والماءُ حولك فضّة رقراقةٌ
والشمس فوقك عسجدٌ يتضرمُ
ھشت لك الدنيا فما لك واجماً؟
وتبسمت فعلام لا تتبسمُ؟
من سيضمن أنك ستعيشُ لغدٍ؟!
يبدو أن ثمة اعتقادًا في اللاوعي يحضر على نحو مستمر يقول إن التفكير في الماضي
والمستقبل سيجعلك أكثر سعادة ، وثمة ھاتفاً في دواخلنا يقول: كيف تسعد؟ وكيف
تضحك؟ وقد حدث لك ھذا ؟ ومررت بھذا؟ وربما يقع لك كذا؟!
علّم من حولك أن لا يذكروك بمھامك أو مسؤولياتك أو أي امر يشغلك !
استمتع بكونك حياً معافى آمناً، استمتع بكل مقومات الحياة من حولك، استمتع بكل ھبات
الخالق في ھذا الكون من شمس وقمر، ليل و نھار، بحار وأنھار وأمطار، وأزھار وأطيار وأشجار !
يقول (كارمل كونتيل) : “السعادة شعور يتم الشعور به بقوة أكبر إذا كنت بالفعل واعياً
للحظة الحالية !”وھناك حقيقة غفل عنھا الجميع بأننا لا نتذكر اياماً بل نتذكر لحظات !
يقول أندروا ماثيوز: إن المعيار الذي نقيس بھ راحة البال ومقدار الكفاءة الشخصية يتحدد
حسب المقدرة على عيش اللحظة؛ بغض النظر عما حدث بالأمس، وما سيحدُث في الغد !”
استمتع باللحظة فأنت لاتملك الماضي ولا المستقبل
استمتع باللحظة!، فأنت لا تملك المستقبل ولا الماضي لكنك تملكُ الحاضر !كلمة أخيرة ،
وقطار السعادة ربما يستثقل الوقوف في محطتك إذا ما وجد منك جفاءً وصدوداً وعدم
إحتفاء بمقدَمِه.
.
.
.
جزاك الله خيرا وبارك بك
لهذا الجلب الطيب
وهذا العطاء المفعم بالخيرات
نفع الله بك وجعله في موازين حسناتك يارب
تقديري لجهودك الدائمة
دمت بمرضاة الله ..
الله يسعدك
ابداعك فاق الحدود والله ):