السؤال: ما قول العلماء الكرام في مَنْ يستغلون الإسلام لتحقيق أغراضهم الشخصية؟ الجواب: الإسلام دين الحق مثلما هو معروف - ولله الحمد - كما قال الله تعالى
ما قول العلماء الكرام في مَنْ يستغلون الإسلام لتحقيق أغراضهم الشخصية؟
الجواب:
الإسلام دين الحق مثلما هو معروف - ولله الحمد - كما قال الله تعالى لنبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-: ï´؟ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا ï´¾ [البَقَرَة: 119]. ودين الإسلام أرفع وأعزّ وأعلى من أن يجعله الإنسان غرضًا لوصوله إلى أغراضه الشخصية. وأن كل إنسان يدّعي أنه من أنصار الإسلام وحماته فإنه يجب أن تعرض أقواله على أفعاله حتى يتبين أنه صادق في ذلك؛ لأن المنافقين يقولون عن تمسكهم بالإسلام ما إذا سمعهم الرجل قال: هؤلاء هم المؤمنون؛ كما قال الله تبارك وتعالى: ï´؟ إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ ï´¾ [المنَافِقون، من الآية: 1]، ثم قال تعالى: ï´؟ وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ * اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ï´¾[المنَافِقون: 1، 2]، إلى أن قال تعالى: ï´؟ وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ï´¾ [المنَافِقون: 4].
فعند المنافقين من البيان والفصاحة ما إذا سمعه الإنسان سمع لقولهم وظن أنهم على حق وصواب، وعلى كل حال فإنه لا يجوز للإنسان أن يتمسح بالدين الإسلامي لينال مآربه؛ بل عليه أن يتمسك بدين الإسلام لينال ثمراته الجليلة التي منها العزّ والتمكين في الأرض قبل ثواب الآخرة، قال الله عز وجل: ï´؟ وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ï´¾ [النُّور: 55].
وقال الله عز وجل: ï´؟ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ï´¾ [النّحل: 97].
المفتي: سماحة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين – « مجلة الدعوة»،
عدد (1288)، بتاريخ 11 / 10 / 1411هـ