الراوي :*عقبة بن عامر*|*المحدث :*البخاري*|*المصدر :*صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم:*1344*|*خلاصة حكم المحدث :*[صحيح]
جاء رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم للنَّاسِ بالهُدى ودِينِ الحقِّ بشيرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى اللهِ بإذنِه وسِراجًا مُنيرًا، فأمَدَّه ربُّه بالمعجزاتِ الباهرةِ، والآياتِ البيِّنةِ الَّتي تؤيِّدُ صدقَه.
ويَحكي عُقبةُ بنُ عامرٍ رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم خرَج يومًا فصلَّى على أهلِ أُحُدٍ صلاتَه على الميِّتِ، أي: صلَّى عليهم صلاةَ الجنازةِ كما يُصلِّي على غيرِهم مِن الموتى العاديِّين، ثمَّ انصرَف إلى المنبرِ فقال: إنِّي فَرَطٌ لكم، أي: سابقُكم وأوَّلُ واردٍ منكم على الحوضِ يوم القيامة، وأنا شهيدٌ عليكم، أي: وأنا شهيدٌ لكم يومَ القيامةِ بالشَّهادةِ في سبيل الله، وإنِّي أُعطِيتُ مفاتيحَ خزائنِ الأرضِ، أو مفاتيحَ الأرضِ: أشار بذلك صلَّى الله عليه وسلَّم إلى اتِّساعِ الدَّولةِ الإسلاميَّةِ، وكثرةِ فتوحاتها، وتدفُّقِ الأموال عليها؛ لأنَّ مَن فتَح بلدًا فكأنَّما تسلَّم مفاتيحَ خزائنِه، وامتلَك ثرَواتِه وأموالَه، ولكنِّي أخافُ عليكم أن تَنَافَسوا فيها، أي: ولكنَّني أخشى أن يحمِلَكم التَّنافسُ على المالِ والجاهِ على التَّنازُعِ فيما بينكم، فيؤدِّي بكم ذلك إلى العداوةِ والبَغْضاءِ والتَّقاتُلِ على الدُّنيا وخيراتِها.
في الحديثِ: التَّحذيرُ مِن إقبالِ الدُّنيا، وفتنتِها، ومخاطرِها.
وفيه: معجزةٌ للنَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم؛ حيث نظَر إليه في الدُّنيا وأخبَرَ عنه.
وفيه: أنَّ أمَّتَه لا يُخافُ عليهم مِن الشِّركِ، وإنَّما يُخافُ عليهم مِن التَّنافس، ويقعُ منه التَّحاسُدُ والتَّباخُلُ.