الدوافع أو الحوافز Motivation هي التي توجه سلوكنا نحو هدف ما، ويعتقد علماء النفس أن هدف الدوافع الأساسية هو تحسين الرفاه، وتقليل الألم الجسدي، وزيادة المتعة. ويقدم هذا المقال تعريفاً
الدوافع أو الحوافز Motivation هي التي توجه سلوكنا نحو هدف ما، ويعتقد علماء النفس أن هدف الدوافع الأساسية هو تحسين الرفاه، وتقليل الألم الجسدي، وزيادة المتعة. ويقدم هذا المقال تعريفاً مفصلاً للدوافع التي تحركنا في الحياة، وما هي أنواعها، وكيف نحفزها دوماً.
* ما هو الدافع؟
الدافع هو المحفز لقيام شخص ما بشيء ما، وينطوي الدافع على القوى البيولوجية والعاطفية والاجتماعية والمعرفية التي تنشط السلوك. وعلى سبيل المثال، الطالب الذي يتمتع بدوافع شديدة للدخول لكلية الطب تجعله يقضي كل أيامه في الدراسة في الثانوية العامة.
إذاً الدافع هو "السبب" وراء تصرفات الإنسان وسلوكياته، ولا يشير الدافع إلى العوامل التي تنشط السلوكيات فقط، بل يشمل أيضاً العوامل التي توجه وتحافظ على هذه الإجراءات الموجهة نحو الأهداف.
حدد أهدافك وحفز دافعيتك للوصول إليها
* ما هي مكونات الدافع؟
أي شخص لديه هدف (مثل الرغبة في خسارة 20 كغ من وزنه، أو الركض في سباق الماراثون) ربما يدرك على الفور أن مجرد وجود الرغبة في إنجاز شيء ما لا يكفي، بل يتطلب تحقيق هذا الهدف الصبر والقدرة على الاستمرار بتجاوز العقبات، وهذا يعني أنه توجد ثلاثة عناصر رئيسية للتحفيز.. التنشيط والمثابرة والكثافة.
- التنشيط.. ويتضمن القرار البدء بسلوك ما، مثل التسجيل في كلية جامعية.
- الثبات.. هو الجهد المستمر نحو الهدف رغم وجود عقبات؛ مثل المثابرة والحصول على مزيد من دورات علمية تخصصية من أجل الحصول على شهادة على الرغم من أنها تتطلب استثماراً كبيراً في الوقت والطاقة والموارد.
- الكثافة.. يمكن ملاحظتها في التركيز والنشاط الذي يذهب لمتابعة الهدف. وعلى سبيل المثال، قد ينجح طالب دون جهد كبير، بينما يدرس طالب آخر بانتظام، ويشارك في المناقشات، ويستفيد من فرص البحث خارج الفصل، لكن الطالب الأول يفتقر إلى الكثافة، في حين يسعى الثاني إلى تحقيق أهدافه التعليمية بكثافة أكبر.
* الهدف من وجود الدافع
عندما نتحدث عن الدافع، فإن موضوع الأهداف يجب أن يكون حاضراً، وباعتباره حدثاً عقلياً إدراكياً، والأهداف، سواء العقلية أو العقائدية أو التوقعات أو مفهوم الذات، هي مصادر للدوافع الداخلية، ومن المفارقات أن الأهداف تتولد نتيجة وجود تباين بين ما نحن فيه وأين نريد أن نكون؛ فإذا لم تكن لدى الإنسان أهداف واضحة، فلن يعلم إلى أين يذهب، ولن يركز على نتيجة محددة. والدافع في أفضل حالاته هو تلقائي، ويجعل السعي وراء الأهداف وسيلة للوجود، وهناك عوامل أخرى تؤثر أيضاً على الأداء، مثل القدرة والموارد.
* الدافع الداخلي والدافع الخارجي
يمكن أن يكون الدافع جوهرياً (ناشئاً عن عوامل داخلية)، أو خارجياً (ناشئاً عن عوامل خارجية)، وتتولد السلوكيات ذات الدوافع الذاتية عن طريق الشعور بالرضا الشخصي الذي تأتي به. ترى بعض الأشخاص مدفوعين للاهتمام أو التمتع بالمهمة نفسها التي تأتي من الفرد، وليس من المجتمع. وعلى سبيل المثال، إذا كنت في الكلية تستمتع بالتعلم وترغب في أن تجعل نفسك فرداً أكثر نفعاً، فأنت متحمس بشكل جوهري، فالدافع الجوهري هو عنصر حاسم في التنمية المعرفية والاجتماعية والبدنية، والأفراد الذين لديهم دوافع جوهرية من المحتمل أن يؤدوا أداءً أفضل ويحسنوا مهاراتهم في مهمة معينة.
في المقابل، يتم تنفيذ السلوكيات ذات الدوافع الخارجية من أجل الحصول على شيء من الآخرين، فهي دوافع لا تأتي من داخل الفرد، وإنما من المجتمع أو من أشخاص آخرين. وعلى سبيل المثال، قد يقوم الموظفون بعملهم لأنهم يريدون من الشركة أن تدفع لهم رواتب، وليس لأنهم يحبون العمل، ويحفز العديد من الرياضيين هدف الفوز، الفوز في المنافسة، وتلقي المديح من المشجعين؛ إنهم ليسوا مدفوعين بالرضا الجوهري الذي يحصلون عليه من ممارسة الرياضة.
في الواقع، غالباً ما تكون دوافعنا مزيجاً من العوامل الداخلية والخارجية، ويمكن أن تتغير طبيعة هذا المزيج بمرور الوقت. على سبيل المثال، قد يكون الطبخ من هواياتك المفضلة: فأنت تحب الطبخ للآخرين كلما سنحت لك الفرصة، ويمكنك بسهولة قضاء ساعات في المطبخ. إذاً لديك دوافع جوهرية لطهي الطعام. ثم تقرر الذهاب إلى مدرسة الطهي والحصول على وظيفة في نهاية المطاف للعمل كطاهٍ في مطعم جيد. أنت الآن تحصل على تعزيز خارجي (وهو الحصول على أجر) على عملك، وربما بمرور الوقت تصبح أكثر جوهرية من الدوافع الذاتية.