وتقدم في آية البقرة المشتملة على أعمال البر: إقام الصلاة والزكاة، مع كلام أهل العلم.
وروى الترمذي برقم (616)، عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اتقوا الله ربَّكم، وصلُّوا خَمسكم، وصوموا شهركم، وأدوا زكاة أموالكم، وأطيعوا ذا أمركم، تدخلوا جنة ربكم»؛ سبق الحكم عليه، وأنه حديث صحيح.
الثانية: التعبد لله بها واتباع هديه صلى الله عليه وسلم فيها من غير زيادة فيها ولا نقص:
روى الإمام البخاري برقم (5063) ومسلم (1401)، عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن ثلاثة نفر جاؤوا إلى أبيات رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادته؛ الحديث، وفيه: فقال أحدهم: أمَّا أنا أصلي ولا أرقد، وقال الآخر: أصوم ولا أفطر، وقال الثالث: لا أتزوج النساء، فقال صلى الله عليه وسلم: «أمَّا أنا فإنِّي أصوم وأفطر، وأقوم وأنام، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي؛ فليس مني».
وفي الباب عن جابر رضي الله عنه عند "مسلم" برقم (1216)، وبنحوه في "البخاري" برقم (7367)، وفيه: فقال الصحابة رضي الله عنهم: يأتي أحدنا عرفةَ وذكرُه يقطر منيًّا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قد علمتم أَنِّي أتقاكم لله وأصدقكم وأبركم، ولولا هديي لحللت كما تحلون».
وروى مسلم برقم (1108) عن أم سلمة رضي الله عنها أنها سُئلتْ عن قبلة الصائم، فقالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقبِّل وهو صائم، فقالوا: قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فقال صلى الله عليه وسلم: «أما والله إني لأتقاكم لله، وأخشاكم له»، وسبق بنحوه في (صفات المتقين مع أنبياء الله).
وروى أبو داود برقم (1369) وغيره، عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعثمان بن مظعون رضي الله عنه عند أن أراد التبتل: «أترغب عن سنتي!؟»، قال: لا، والله، ولكن سنتك أريد، قال صلى الله عليه وسلم: (فإني أصلي وأفطر، وأنكح النساء، فاتَّق الله يا عثمان)[1]