إن نار الآخرة *خالصه نقيه وجوهر قائم بذاته حية مريدة تحرق سكانها عن حس ووعي وشعور، قال تعالى (كلا إنها لظى نزاعة للشوى تدعو من أدبر وتولى). أي أن النار
عن الدعوة الإلهية الإيمان بالله وأعرض عن عبادته تعالى.
روي عن رسول الله (ص) انه قال: إن الله يجعل النار كالسمن
الجامد ويجمع عليها الخلق، ثم ينادي: أن خذي أصحابك وذري
أصحابي، فو الذي نفسي بيده لهي أعرف بأصحابها من الوالدة
بولدها.
وقال تعالى (إذا رأتهم من مكان بعيد*
سمعوا لها تغيظا ونفورا)
إن النار تشتد على المكذبين يوم القيامة، وإذا رأتهم من مكان
بعيد سمعوا لها صوتا* كزئير الاسد إذا رأى فريسته -وغليانا وهذا
إن دل فإنما يدل على امتلاكها لإدراك* وإحساس قرب ورود
الكافرين والمذنبين إليها
،وهذه الآية تصور لنا جهنم وكأنها حيوان* مفترس ،فحين رؤيته
لفريسته تنطلق منه أصوات مرعبه تنم عن الغضب مصحوبه بالتنفس
الشديد وهذا المشهد لكفيل بإرهاب الفريسة والقضاء عليها .
والتغيظ مأخوذ من المصدر-الغيظ- وهو ما قال الراغب :بأنه يعني شدة
الغضب،
وكلمة زفير: تعني صعود ونزول النفس في الرئة ،بحيث يرتفع الصدر
إلى الاعلى وغالبا ما يصحبه صوت رهيب يمكن سماعه.
نار تملك الإدراك والشعور
العرض العادي
