نكران الجميل أمر صعب على النفس ....يُحكى أن تاجراً عرفه الناس بقسوة القلب وكان هذا التاجر يشتري عبداً كل عام ليعمل عنده سنة كاملة فقط ، ثم يتخلص منه... لكن
نكران الجميل أمر صعب على النفس
....يُحكى أن تاجراً عرفه الناس بقسوة القلب وكان هذا التاجر
يشتري عبداً كل عام ليعمل عنده سنة كاملة فقط ، ثم يتخلص منه...
لكن ليس بتسريحه وإطلاق العنان له ليبحث عن عمل آخر أو ينتقل
لسيد آخر ، بل كان يرميه لكلاب عنده ، يكون قد منع عنهم الطعام
أياماً معدودات ، فتكون النهاية بالطبع لذاك العبد مؤلمة...
كان هذا التاجر يعتقد أن التخلص من خَدَمه بتلك الطريقة
إنما هيه طريقه للتخلص من مصدر ربما يكون قد عرف
الكثير من أموره وأسراره ، فإن الخدم في البيوت
يطلعون على أمور كثيرة وأسرارٍ عدَّة...
قام التاجر كعادته السنوية بشراء عبد جديد ، وقد عُرف
هذا الجديد بشيء من الذكاء ، ومرت عليه الأيام في خدمة
سيده حتى دنا وقت التعذيب السنوي...
جمع التاجر أصحابه للإستمتاع بمشهد الكلاب
وهي تنهش في لحم العبد المسكين ، وكان كعادته
قد توقف عن إطعام الكلاب عدة أيام حتى تكون شرسة
للغاية لكن هاله ما رأى...
ما إن دخلت الكلاب على العبد ، حتى بدأت تدور حوله وتلعق
عنقه في هدوء ووداعة لفترة من الزمن ثم نامت عنده...!
إحتار التاجر لمنظر كلابه الشرسة قد تحولت إلى حيوانات
وديعة رغم جوعها ، فسأل العبد عن السر...
فقال له : يا سيدي لقد خدمتك سنة كاملة
فألقيتني للكلاب الجائعة ، فيما أنا خدمت هذه الكلاب
شهرين فقط ، فكان منها ما رأيت...!
...إن نكران الجميل أمر صعب على النفس البشرية
ولا يمكن قبولها وتُحدِث من الألم النفسي الشيء الكثير...