كم رؤوس مقطوعة رأيناها في الصور ؟ وأطفالٌ تتباهى بتلك الصور , رأسٌ مقطوعً يظنونه لعبة , وآخر ينشدُ الجنة بقطع الرؤوس , ولا أحد يعلم أين يذهبون بكل تلك الرؤوس , بات قطع الرؤوس عند العرب فن , يتسابقون فيه من يقطعُ أكثر من الرؤوس , وكم رؤوس تساقطت وكم رؤوس ؟ وكم هي كثيرة تلك الرؤوس , رؤوس ضحايا لا ذنب لهم , رؤوس جنودً يخوضون حروبً لا تخصهم , رؤوس أطفالٌ رُضع سقطت في أحضان أمهاتهم , كم مسكينة تلك الثكلى وكم تفطر القلوب , رؤوس ابناءها قُطِعت ولا تعرف ما السبب .
وحوشً وقتلة وسفاكين دماء ولقطاء كلهم يقطعون الرؤوس , ويا للعجب ! ينطقون البسملة قبل قطع الرؤوس ,
- من علمهم يقطعون الرؤوس ؟
- ومن علمهم يتفاخرون كأنهم بربر حينما يجزون الرؤوس ؟
- ومن علمهم ينحرون من الأعناق إلى الأعناق ويذبحون ؟
- ومن أخبرهم بأنهم سيدخلهم جنات عدن حينما يقطون الرؤوس ؟
- هولاكو كان يقطع الرؤوس , ولكن رؤوس من ؟
رؤوس اعداءه فقط لا رؤوس غيرهم يقطع , عندنا رؤوس الأشقاء فقط من تُقطع .
أصبحوا أبطالً لدى المرضى والمتخلفين عقليا لقطعهم الرؤوس , بسبب تلاعبهم وتلاقفهم الرؤوس ,
- هل حقا هم منا ؟
- أو من قوميتنا ؟
- أو على ملتنا ؟
- أو حتى ولدوا فوق كوكبنا ؟
أظن ولا أظن ..!
مواقع التواصل الأجتماعية كلها رؤوس بلا مفاصل , واليوتيوب مقاطع لِقاطع ولرؤوس قاطع , ورفيقه بيده رافعً رأسً قاطع , والثالث رفيقهم يبتسم لأن الرؤوس بين بيديه تقاطع ,
- هل هم مرضى ؟
- أو مغرر بهم ؟
- أو جهالٌ أم مساكين ؟
- هل يريدون الجنة حقا ؟
لا أدري , لا أحد يدري ..!
بقطع الرؤوس يتلذذون , ويستلذون بالدماء التي تتقاطرُ من الرأس المقطوع , وبأسم الله ورسوله وأنبياءهُ والصالحون يبدؤن , ألا يخافون من نارً وقودها الناس والحجارة (إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا * لِلطَّاغِينَ مَآبًا * لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا * لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا * إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا * جَزَاءً وِفَاقًا) .
هم شرذمة من الأوغاد والسفلة ورعاعٌ همج وبالطبع حثالة , يتعاطون المخدرات ويعاشرون النساء ويقطعون الرؤوس ولله بعدها يركعون ,
- إلى من ينتمون ؟
- وفي أي حضارة يعيشون ؟
- ومن أي الكائنات يتناسلون ؟
تبا لهم ..!
ولمن علمهم ..!
ولمن صادقهم ..!
ولمن شجعهم وصفق لهم ..!
حتى البهائم هكذا لا تُذبح , أُناسٌ سُذج , وأحفاد القردة والخنازير , يقتلون بشرً ويحرِمُون دم الخنزير وذبحه , ويا للأسف ! الضحايا معظمهم عرب وبعضهم أكرادً وأزيديون وطوائف وأثنياتً وأقليات بيننا بسلامً كانوا يعيشون , أمة العرب من قطع الرؤوس تعاني , يبدو أرض العرب لرؤوسهم فقط "هكذا قاعدتهم على ما أظن" , مسكينة يا أمة العرب مسكينة , كم سُفِكت فيكِ دماء , وكم تساقطت عليكِ الرؤوس .
كم سُفِكت فيكِ دماء
العرض الشجري
