حين أطلب منك شيئاً لاتجيده
هذا لايعني أنني أطلبكَ مايفوق طآقتكَ ..
عرضٌ أول /
المشهد الأول /
الأم / ليش يابنتي جالسة لحالك فوق تعالي سليني ؟
البنت / يمه مالي خلق ابي ارتاح
الأم / طيب تعالي حطي راسك بحضني وارتاحي
البنت / أوووف قلت مالي خلق !!!
المشهد الثاني /
البنت 1/ وش رايك بالبحث ؟
البنت 2 " منشغلة بهاتفها " / ايه مافيه شيء مقبول
البنت 1/ كل اللي تعبت فيه ومقبول ؟!
البنت 2/ زين خلاص وديه مالي شغل فيه اصلا مابي اشوفه
المشهد الثالث /
الشاب / يبه أبشرك نجحت
الاب / مبروك
الشاب " باحباط " / الله يبارك فيك يبه ..
ماذا لمحتم منذ الوهلة الاولى لقراءتكم للمشاهد البسيطة من شرائح مجتمعنا؟
شيء من جفاء ..
لاتوجد كلمات تبعث بشعور الفرح في شخصياتها
الاول / جفاء وعقوق ..
الثاني / لامبالاة ..
الثالث / احباط ..
نحن نراها كلمات ربما تكون ذات معنى ظاهري فقط ..
لكنها مليئة بالاحاسيس السلبية ..
تعمقوا بها من كل الزوايا ثم انتقلوا الى قراءة مضمون الطرح
عميق الطرح /
التسول في اللغة العربية
لقد تبين بعد الرجوع إلى كتب اللغة: أن هذه الكلمة تطلق على معان متعددة، منها:
1)السؤال والاستعطاء والاستخبار
2)الاسترخاء
3)التمني
حقيقة جميعاً نعرف ظاهرة التسول
ومايترتب عليها وما صنعت في مجتمعنا ومادفعت به لمستوى يُرثى له
لذلك لن أتحدث عنه
حديثي هنا " إلى متى نتسول المشاعر الطيبة والاخوية وكل احساس جميل تحت الشعور الحلال ولانجد متصدق ؟ "
أسر كبيرة يجمعها أسم أب فقط .. ولايجتمعون مرة واحدة في اليوم على الاقل ..
أخوات تجمعهم غرفةٌ واحدة ..
تفرقهم الكلمة الخبيثة .. ويجمعهم السقف وقلوبهم شتى ..
زوجين .. أستنزف منهم بناء المستقبل كل لحظات الحاضر
حتى بآت كلٌ منهم .. يمد كفه للمارة في رحلة حياته ..
يتسول الشعور والكلمة الطيبة والاحساس بالكيآن ..
أمهات يبذلن كل طاقاتهن ..
تعمل أكثر من عمل في الساعة .. تصنع طعاماً ..
وتغسل لباساً .. وترتب مأواً ومفرشاً ..
وبكل برود تنطلق الكلمات نحوهن
" أوف , طفش , غثتنا العجيز "
لن أتحدث عن أحكام وشريعة ولا عن مايوقظ الضمائر
لأن الحديث تسمعه كل أذن ولايعيه كل قلب ..
عتبي هنا ..
إلى متى وهم يتسولون المشاعر ؟!
عاشقٌ رماه الزمان بطريق أنثى يحلم بها ..
أرادها حلالاً .. وكُسرت يده الممدودة لها من قبل والديها وربما هي أيضاً ..
وذهب يتسول بها ..
ما أُعطي مايسد رمق عشقه ..
ولا جُبر كسره ..
وعاش متسولاً طيلة الحب الـ سكنه ..
شآب .. شحذ هممه نحو القمّه ..
شق الصخر بيديه ..
وأردى المصاعب يمنة ويسره صراعاً ..
وارتقى جبل السمو ..
حتى وصل للقمة .. عانقها بفرح ..
أخذ شظية منها ليمنحها لوالده ليتباهى بتربيته ..
وكان مستقرها سلة مهملات اسمها البرود والاحباط ..
وبآت ذاك الشاب .. يمشي على مهل في طريق حياته ..
يتسول طموحا جديداً ..
وتصفيقاً حارا يوقظ حماسه الـ مرض بفعل فاعل ..
لماذا نتصعب الكلمة الطيبة .. والحرف الـ يوقد فينا شُعل النجاح ؟
لماذا من السهل أن نقول " يوه ماعندك سالفة "
ولماذا نستصعب " ماشاء الله فكرة حلوة "
ربما نحن لسنا قادرين على الابحار في الانجازات
لكن انجازٌ أكبر حين نمد كف العطاء لمن يملكون أفكاراً ترفع بنا للنجوم ..
أنا لا أذكر أننا شعب يتقن فن " التحبيط والتحطيم "
لكن أذكر أننا مقصرون في ذلك كثيرا ..
بضع حروف تفاعلية .. تجعل منا محلقين لسماء الابداع
فقط نحتاج يداً تشد على أيدينا ..
وتنطلق بنا بطيبتها .. وتهمس في أذاننا " نحن نرتقب ابداعكِ "
عزيزي متسول الشعور والطموح /
نحن لاننكر أننا بحاجتهم ليشدّوا على ايدينا ..
لكن ان لم تجد مايرضيك ..
فلاتستمع لما يحبطكِ .. فلربما نجد عند اشارة الحياة القادمة
شخصٌ يمتطي النقاء .. ويهدي العطاء ..
وينفث من البسمة الشذا ..
فإذا ماوجدناه فلاتمحي تعبه ليصل بكَ الى طموحكَ
ببعض حروف تهوى السقوط في الهاوية ..
صديقي الـ أتيناه نطلب الكلمة والشعور ..
احتسب الاجر فينا فلربما وصلنا لشيء يستيقظ به مسلمون أمتنا
وتشاركنا أجره ..
ولاتنسى أن للصدقة أوجهٌ عدة فاجعلها صدقة لله ..
مخرج /
اذا لم تتقن عملاً ما
فلا تكن محطماً لكل العاملين
من يتسول معي
العرض الشجري
