ننتظر تسجيلك هـنـا

 




تراجم الصحابه والتابعين يختص بأعلام الصحابه والتابعين وتابعي التابعين وسلف الأمه الصالح

1 معجبون
إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 08-19-2024, 04:35 PM
روح انثى متواجد حالياً
Awards Showcase

  

 عضويتي » 142
 جيت فيذا » Apr 2024
 آخر حضور » اليوم (11:23 AM)
آبدآعاتي » 200,825
الاعجابات المتلقاة » 565
1 مبادئ وثوابت في سياسة الخليفة عثمان بن عفان ( الجزء الثاني)








مبادئ وثوابت في سياسة الخليفة عثمان بن عفان ( الجزء الثاني)


حق الأمة في محاكمة الخليفة:
الأمر الذي لا شك فيه أن سلطة الخليفة ليست مطلقة، وإنما هي مقيدة بقيدين:
ألا يخالف نصاً صريحاً ورد في القرآن الكريم والسنة، وأن يكون الإجراء الذي يتخذه متفقاً مع روح الشريعة ومقاصدها.
وألا يخالف ما اتفقت عليه الأمة الإسلامية أو يخرج على إرادتها.
وأساس ذلك أن الخليفة نائب عن الأمة؛ منها يستمد سلطانه، ويرجع إليها في تحديد هذا السلطان ومداه، فالأمة تستطيع في كل وقت أن توسع من هذا السلطان، وأن تضيق منه أو تقيده بقيود كلما رأت في ذلك مصلحة أو ضماناً لحسن القيام على أمر الله ومصلحة الأمة.
ويكون ذلك من خلال مجلس شورى الأمة. وقد أكد عثمان حق الأمة في محاسبة الخليفة في قوله: "إن وجدتم في كتاب الله أن تضعوا رجلي في القيد فضعوا رجلي في القيد".
وحينما أخذت طائفة عليه بعض أخطاء - في زعمها - في تصريفه لشؤون الحكم وإسناد وظائفه، وتظاهرت عليه جموع منهم لمحاسبته على أعماله، فأذعن - رضوان الله عليه - لرغبتهم، ولم ينكر عليهم هذا الحق، وأبدى استعداداً كريماً لإصلاح ما عسى أن يكون أخطأه التوفيق في إبرامه.
الشورى:
إن من قواعد الدولة الإسلامية حتمية تشاور قادة الدولة وحكامها مع المسلمين والنزول على رضاهم ورأيهم، وإمضاء نظام الحكم بالشورى، قال تعالى: }فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ{، [آل عمران: 159].
وقال تعالى: }وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ{، [الشورى: 38].
وقد اتخذ عثمان في دولته مجلساً للشورى يتألف من كبار أصحاب رسول الله من المهاجرين والأنصار.
وقد طلب عثمان من العمال والقادة قائلاً: أما بعد، فقوموا على ما فارقتم عليه عمر ولا تبدلوا، ومهما أشكل عليكم فردوه إلينا نجمع عليه الأمة ثم نرده عليكم.
فأخذ قادته بذلك، فكانوا إذا هموا بالغزو والتقدم في الفتوحات الإسلامية استأذنوه واستشاروه، فيقوم هو بدوره بجمع الصحابة واستشارتهم للإعداد والإقرار والتنفيذ ووضع الخطط المناسبة لذلك، ومن ثم يأذن لهم. فقد قام عبد الله بن أبي السرح بالكتابة إلى الخليفة عثمان طالباً منه أن يأذن له بأن يغزو أطراف إفريقيا، وذلك لقرب جزر الروم من المسلمين، فأجابه الخليفة عثمان إلى ذلك بعد المشورة وندب إليه الناس.
كما أن معاوية بن أبي سفيان حين أراد فتح جزيرة قبرص ورودس فعل الشيء نفسه في استشارة القيادة العليا المركزية، وطلب الإذن بالسماح له، ولم يأته الجواب إلا بعد انعقاد مجلس الشورى وبحثه في الموضوع، ومن ثم السماح له.
وكان قادة الخليفة عثمان في إدارتهم للمعارك الحربية يتشاورون فيما بينهم، كما شاور عثمان كبار الصحابة في جمع القرآن، وفي قتل عبيد الله بن عمر للهرمزان، وحول التدابير الكفيلة بقطع دابر الفتنة، وفي مقام القضاء، وغير ذلك من المواقف والأحداث.
العدل والمساواة:
إن من أهداف الحكم الإسلامي الحرص على إقامة قواعد النظام الإسلامي التي تساهم في إقامة المجتمع المسلم، ومن أهم هذه القواعد العدل والمساواة؛ فقد كتب ذو النورين إلى الناس في الأمصار: أن ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر، ولا يذل المؤمن نفسه، فإني مع الضعيف على القوي ما دام مظلوماً إن شاء الله.
فقد كانت سياسته تقوم على العدل بأسمى صوره؛ فقد أقام الحد على والي الكوفة الوليد بن عقبة (أخوه لأمه) عندما شهد عليه الشهود بأنه شرب الخمر، وعزله عن الولاية بسبب ذلك.. وقبوله بتولية أبي موسى الأشعري مكانه؛ لأن أهل الكوفة لم يوافقوا على تولية سعيد بن العاص خلفاً للوليد.
وقد روي عنه أيضاً أنه غضب على خادم له يوماً فعرك أذنه حتى أوجعه، ولم يستطع أن ينام ليلته آنذاك إلا بعد أن دعا خادمه إلى مضجعه وأمره أن يقتص منه فيعرك أذنه، وقد أبى الخادم في بادئ الأمر، ولكن عثمان أمره ثانية في حزم فأطاعه.
الحريات:
مبدأ الحرية من المبادئ الأساسية التي قام عليها الحكم في عهد الخلفاء الراشدين، ويقضي هذا المبدأ بتأمين وكفالة الحرية العامة للناس كافة ضمن حدود الشريعة الإسلامية وبما لا يتناقض معها، فقد كانت دعوة الإسلام لحرية الناس - جميع الناس - دعوة واسعة وعريضة قلما تشتمل على مثلها دعوة في التاريخ، وفي عهد الخلفاء الراشدين كانت الحريات العامة المعروفة في أيامنا معلومة ومصونة، كحرية العقيدة الدينية، وحرية التنقل، وحق الأمن، وحرمة المسكن، وحرية الملكية، وحرية الرأي.
الاحتساب:
ومن احتسابه أنه أنكر على محمد بن جعفر بن أبي طالب لبسه الثوب المعصفر، فعن أبي هريرة قال: راح عثمان إلى مكة حاجاً، ودخلت على محمد بن جعفر بن أبي طالب امرأته، فبات معها حتى أصبح، غدا عليه ردع الطيب وملحفة معصفرة مفدمة، فأدرك الناس بملل، قبل أن يروحوا، فلما رآه عثمان انتهر وأفف، وقال: "أتلبس المعصفر وقد نهى عنه رسول الله؟".
ومن احتسابه أنه كان يرد النساء اللواتي كن يخرجن للعمرة أو الحج وهن في العدة؛ فقد روى الإمام عبد الرزاق عن مجاهد قال: كان عمر وعثمان -رضي الله عنهما- يرجعان حواج ومعتمرات من الجحفة وذي الحليفة.
ومن احتسابه أنه منع الناس من الانشغال في طيران الحمام؛ لما بدأوا فيه مع سعة العيش، وأمرهم بذبحه، فقد روى الإمام البخاري عن الحسن قال: سمعت عثمان يأمر في خطبته بقتل الكلاب وذبح الحمام.
كان عثمان ينهى عن اللعب بالنرد، وأمرهم بتحريقه أو كسره ممن كان في بيته. فقد روى الإمام البيهقي عن زبيد بن الصلت أنه سمع عثمان بن عفان وهو على المنبر يقول: يا أيها الناس، إياكم والميسر - يريد النرد - فإنها قد ذكرت لي أنها في بيوت الناس منكم، فمن كان في بيته فليحرقها أو فليكسرها.
وقال عثمان مرة أخرى وهو على المنبر: يا أيها الناس، إني قد كلمتكم في هذا النرد، ولم أركم أخرجتموها، فلقد هممت أن آمر بحزم الحطب، ثم أرسل إلى بيوت الذين هم في بيوتهم فأحرقها عليهم.
ومن احتسابه أيضاً أنه كان ينكر على من يراه على شر أو كان يحمل معه سلاحاً ويخرجه من المدينة. فعن سالم بن عبد الله قال: وجعل عثمان لا يأخذ أحداً منهم على شر أو شهر سلاح، عصا فما فوقها، إلا سيَّره.
وتظهر تلك المبادئ أيضاً في توجيهاته وتعاليمه وتعامله مع عماله ورجال دولته، ومن ذلك:
جاء في أول كتاب كتبه عثمان إلى عماله:
أما بعد فإن الله أمر الأئمة أن يكونوا رعاة ولم يتقدم إليهم أن يكونوا جباة، وإن صدر هذه الأمة خلقوا رعاة ولم يخلقوا جباة. وليوشكن أئمتكم أن يصيروا جباة ولا يكونوا رعاة فإذا عادوا كذلك انقطع الحياء والأمانة والوفاء. ألا وإن أعدل السيرة أن تنظروا في أمور المسلمين، وفيما عليهم فتعطوهم مالهم وتأخذوهم بما عليهم ثم تثنوا بالذمة فتعطوهم الذي لهم وتأخذوهم بالذي عليهم ثم العدو الذي تنتابون فاستفتحوا عليهم بالوفاء.
لقد أكد عثمان في هذا الكتاب الموجه إلى ولاته في الأمصار واجبهم نحو الرعية، وعرفهم أن مهمتهم ليست هي جمع المال، وإنما تتمثل في رعاية مصالح الناس؛ ولأجل ذلك بيَّن السياسة التي يسوسون بها الأمة، وهي أخذ الناس بما عليهم من الواجبات وإعطاؤهم حقوقهم، فإذا كانوا كذلك صلحت الأمة، وإذا انقلبوا جباة ليس همهم إلا جمع المال انقطع الحياء وفقدت الأمانة والوفاء.
لقد كان في كتاب عثمان للولاة التركيز على قيم العدل السياسي والاجتماعي والاقتصادي؛ بإعطاء ذوي الحقوق حقوقهم وأخذ ما عليهم، وإعلاء شأن مبدأ الرعاية السياسية لا الجباية وتكثير الأموال.
ونبه على ما سيكون عند تغير الولاة من رعاة إلى جباة؛ بأن ذلك سبب في تقلص مكارم الأخلاق التي مثل لها بالحياء والأمانة والوفاء؛ وذلك أن بين الراعي والرعية خيطاً سامياً من العلاقات المتينة، ويؤكده ويثبته اتفاق الجميع على هدف واحد، وهو ابتغاء وجه الله تعالى، فالوالي يسعى لهذا الهدف بما يقدمه لإمامه من طاعة وولاء وأمانة ووفاء، ويبقى خلق الحياء الذي أشار إليه عثمان يُظلُّ الجميع فيمنعهم من ارتكاب ما يستقبح أو التعرض لجرح المشاعر والإيقاع في الحرج، ثم يوصي عثمان ولاته بالعدل في الرعية؛ وذلك بأخذ ما عليهم من الحقوق وبذل ما لهم من ذلك، ويشير إلى نقطة مهمة وهي أن الوفاء بالعهود من أهم أسباب الفتح والنصر على الأعداء، وقد بين التاريخ أثر هذا الخلق الرفيع في تفوق المسلمين الإداري والحربي.
وجاء في أول كتاب كتبه إلى أمراء الجيش في الثغور:
أما بعد فإنكم حماة المسلمين وذادتهم، وقد وضع لكم عمر ما لم يغب عنا بل كان عن ملأ منا. ولا يبلغني عن أحد منكم تغيير ولا تبديل؛ فيغير الله ما بكم ويستبدل بكم غيركم. فانظروا كيف تكونون فيما ألزمني الله النظر فيه والقيام عليه.
وفي هذا الكتاب لفت النظر إلى أن الأمور لن تتغير بتغير الخليفة؛ لأن الخلفاء ومن دونهم من الولاة يسيرون على خط واحد، وهو القيام بمهمة تطبيق الإسلام في واقع الحياة، وقوله: "وقد وضع لكم عمر ما لم يغب عنا بل كان على ملأ منا"، إشارة إلى أن حكم أولئك الخلفاء يقوم على الشورى، وذلك يترتب عليه أن جميع القضايا المهمة تكون معلومة بتفاصيلها عند أهل الحل والعقد، فإذا ذهب الحاكم وخلفه حاكم آخر سار على نفس المنهج؛ لوضوح الهدف لدى الجميع. وقوله: "ولا تغيروا فيغير الله بكم" وعي لسنن الله تعالى في هذا الكون، فمعية الله لأوليائه بالتوفيق والحماية والنصر مشروطة بلزومهم شريعته واستسلامهم لأمره، فإذا تغيروا في ذلك غيَّر الله ما بهم واستبدل بهم غيرهم في الهيمنة والتمكين.
وذكرهم بأنه على علم بواجبه يؤديه ويقوم عليه ليتلاقى عمل الرعية وعمل الراعي في الشعور بالواجب والقيام به، ويشعر كل فرد أنه يعمل لأمته كما يعمل لنفسه
وجاء في أول كتاب كتبهإلى عمال الخراج:
أما بعد فإن الله خلق الخلق بالحق فلا يقبل إلا الحق. خذوا الحق وأعطوا الحق به. والأمانة الأمانة، ولا تكونوا أول من يسلبها؛ فتكونوا شركاء من بعدكم إلى ما اكتسبتم. والوفاء الوفاء، ولا تظلموا اليتيم ولا المعاهد؛ فإن الله خصم لمن ظلمهم.
خص في هذا الكتاب وزراء المال الذين يجبونه من أفراد الأمة لينفق في مصالحها العامة، فبيَّن لهم أن الله لا يقبل إلا الحق، والحق قائم على الأمانة والوفاء، ثم ميز صنفين من الرعية هما ضعيفاها: اليتيم والمعاهد، فحض على التجافي عن ظلمهما؛ لأن الله هو المتولي حمايتهما.
ويذكرهم بأنهم إذا ظلموهم فإنهم معرضون لنقمة الله تعالى؛ لأنه خصم لمن ظلم هؤلاء المستضعفين. وفي هذا لفتة إلى جانب من جوانب عظمة الإسلام؛ حيث يدعو إلى نصر المظلومين وإن كانوا من الكفار المعاهدين
أما كتابه إلى العامة ففيه:
أما بعد فإنكم إنما بلغتم ما بلغتم بالإقتداء والاتباع فلا تلفتنكم الدنيا عن أمركم؛ فإن أمر هذه صائر إلى الابتداع بعد اجتماع ثلاث فيكم: تكامل النعم، وبلوغ أولادكم من السبايا، وقراءة الأعراب والأعاجم القرآن؛ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الكفر في العجمة، فإذا استعجم عليهم أمر تكلفوا وابتدعوا.
وفي هذا الخطاب يرغب عثمان عامة الأمة في الاتباع وترك التكلف والابتداع، وأنه حذرهم تغير الحال إذا اجتمعت لهم ثلاث خلال: تكامل النعم الذي يبطر النفوس ويدفعها إلى الترف، ويصدها عن الاجتهاد والعمل، ويصرفها إلى الفراغ والكسل، حتى تفتر حيويتها وتخور عزائمها. وبلوغ أولادها من السبابا، وقد لمست الأمة في تاريخها أثر هؤلاء في المجتمع الإسلامي من الوجهة السياسية والاجتماعية والدينية. وقراءة الأعراب والأعاجم القرآن؛ وإنما يريد عثمان بذلك ما في طبائع الأعراب من جفوة وغلظ الأكباد، فلا تبلغ هداية القرآن مكان الخير من أفئدتهم، وكذلك يريد ما في الأعاجم من أخلاق موروثة وعقائد متأصلة، وعادات قديمة تباعد بينهم وبين سنن القرآن في الهداية، وقد ظهر أثر الأعراب في فرقة الخوارج الذين كانت كثرتهم من أولئك الجفاة؛ فهم كانوا أقرأ الناس للقرآن وأبعدهم عن هدايته، ثم ظهر فيمن عداهم أثر الأعاجم فيما ابتدعوه من مذاهب وتكلفوه من آراء كانت شرًّا على المسلمين في عقائدهم، ومنهم أكثر الفرق الضالة التي لعبت في تاريخ الإسلام أخطر دور، حسب قول الصلابي.
من خطب عثمان وحِكَمه:
يقول الحسن البصري - رحمه الله -: خطب عثمان بن عفان، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس، اتقوا الله فإن تقوى الله غُنْم، وإن أكيس الناس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، واكتسب من نور الله نوراً لظلمة القبر، وليخش عبد أن يحشره الله أعمى، وقد كان بصيراً، وقد يكفي الحكيم جوامع الكلام، والأصم ينادي من مكان بعيد، واعلموا أن من كان الله معه لم يخف شيئاً، ومن كان الله عليه فمن يرجو بعده.
وقال عثمان: إنا والله صحبنا رسول الله في السفر والحضر فكان يعود مرضانا، ويشيع جنائزنا، ويغزو معنا، ويواسينا بالقليل والكثير، وإن ناساً يعلمونني به عسى ألا يكون أحدهم رآه قط.
من حكمه التي سارت بين الناس:
- قال: لو طهرت قلوبنا ما شبعتم من كلام ربكم.
- وقال: ما أسرَّ أحد سريرة إلا أبداها الله تعالى على صفحات وجهه،وفلتات لسانه.
- وكان لا يقيم للدنيا وزناً، فقال فيها: همُّ الدنيا ظلمة في القلب، وهمُّ الآخرة نور في القلب.
- ومن حكمه البالغة: يكفيك من الحاسد أنه يغتم وقت سرورك.
- وقال في أيام الفتنة: أستغفر الله إن كنت ظَلمت، وقد عفوت إن كنت ظُلمت.
- ومن حكمه ومواعظه: إن لكل شيء آفة، ولكل نعمة عاهة، وإن آفة هذا الدين وعاهة هذه النعمة عيَّابون صغانون، يرونكم ما تحبون ويسرون ما تكرهون، طغام مثال النعام.
- وقال: ما من عامل يعمل عملاً إلا كساه الله رداء عمله.
- وقال: إن المؤمن في خمسة أنواع من الخوف؛ أحدها من قبل الله تعالى أن يأخذ منه الإيمان، والثاني من قبل الحفظة أن يكتبوا عليه ما يفتضح به يوم القيامة، والثالث من قبل الشيطان أن يبطل عمله، والرابع من قبل ملك الموت أن يأخذه في غفلة بغتة، والخامس من قبل الدنيا أن يغتر بها وتشغله عن الآخرة.
- وقال: وجدت حلاوة العبادة في أربعة أشياء: أولها في أداء فرائض الله، والثاني في اجتناب محارم الله، والثالث في الأمر بالمعروف ابتغاء ثواب الله، والرابع في النهي عن المنكر اتقاء غضب الله.
استشهاده
استشهد عثمان رضي الله عنه بالمدينة يوم الجمعة لثمان عشرة أو سبع عشرة خلت من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين من الهجرة.
وقال أبو عثمان النهدي: قتل في وسط أيام التشريق.
وقال ابن إسحاق: قتل عثمان على رأس أحد عشرة سنة وأحد عشر شهراً واثنين وعشرين يوماً من مقتل عمر بن الخطاب، وعلى رأس خمس وعشرين من متوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ورثاه كثير من الشعراء، قال حسان بن ثابت:
من سره الموت صرفاً لا مزاج له فلـيـأت مـأدبـة فـــي دار عثـمـانـا
ضحوا بأشمط عنوان السجود iiبـه يقـطـع الـلـيـل تسبـيـحـاً iiوقـرآنــاً
صبراً فـدى لكـم أمـي ومـا iiولـدت قد ينفع الصبر في المكروه iiأحيانا
لتسمـعـن وشيـكـاً فــي ديـارهــم: الله أكـبــر يـــا ثـــارات iiعثـمـانـا

وقال حسان أيضاً:
إن تمس دار بني عفان iiموحشـة باب صريع وبـاب محـرق iiخـرب
فقد يصادف باغي الخيـر iiحاجتـه فيها ويأوي إليها الجود والحسب

وقال القاسم بن أمية بن أبي الصلت:

لعمري لبئس الذبح ضحيتم به خلاف رسول الله يوم الأضاحيا
وقالت زينب بنت العوام:

وعطّشتمُ عثمان في جوف iiداره شربتم كشرب الهيم شرب حميم
فكيف بنا أم كيـف بالنـوم iiبعدمـا أصيب ابن أروى وابن أم iiحكيم

وقالت ليلى الأخيلية:
قتل ابن عفان iiالإمـام وضاع أمر iiالمسلمينا
وتشتتت سبل الرشاد لصادريـن iiووارديـنـا

وقال كعب بن مالك:
يـا للرجـال لأمـرٍ هـاج لــي iiحَـزنـاً لقد عَجبتُ لمن يَبكـى علـى الدَّمَـنِ
إنــي رأيــتُ قتـيـل الله iiمُضطـهـداً عثمان يُهدى إلى الأجداث في كفنِ
يــا قَـاتـل اللهُ قـومـاً كــان iiأمـرُهُـم قتـل الإمـام الزكـي الطيِّـب iiالــرُّدُنِ
لــم يقتـلـوهُ عـلـى ذنــب ألــم iiبــهِ إلا الـذي نطـقـوا زُوراً ولــم يـكـن

ِوقال حميد بن ثور الهلالي:
إن الخـلافـة لـمَّــا أظْـعـنـتْ ظَـعـنـتْ عن أهل يثرب إذ غير الهُدى سلكوا
طـارتْ إلـى أهلهـا منـهـمْ iiوأورثـهـا لما رأى اللهُ في عثمـانَ مـا انتهكـوا

وقال سعيد بن زيد: لو أنَّ أحداً انقضَّ لما فُعل بعثمان لكان حقيقاً أن ينقضَّ. وقال ابن عباس: لو اجتمع الناس على قتل عثمان لَرُموا بالحجارة كما رمي قوم لوط. وقال عبد الله بن سلاَّم: لقد فتح الناس على أنفسهم بقتل عثمان باب فتنة لا ينغلق عنهم إلى قيام الساعة.
الخلاصة
استطاع الخليفة عثمان بن عفان أن يواصل بناء الحكم الإسلامي الصحيح بناء الأسس الشرعية التي أرساها رسول الله، وثبت عليها الصديق والفاروق.
وتحقق التوازن بين الصفات القيادية والثوابت الإسلامية عند عثمان بن عفان؛ ولهذا كان منهجه في الحكم يقوم على ربط السلوك بالشرع في كل شؤون الحكم.. وكانت العلاقة بين الخليفة وشعبه مبنية على أسس شرعية راسخة قوية صافية، يسودها الوفاء والإخلاص والتعاون المتبادل.
وهكذا كلما التزم الحاكم والمحكوم بشرع الله أكثر كانت العلاقة بينهما أكثر قوة وثباتاً ورسوخاً وصفاءً.. ويكون المجتمع أكثر استقراراً وتماسكاً.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر
- (أسد الغابة)، ابن الأثير.
- (الكامل في التاريخ)، ابن الأثير.
- (الاستيعاب في معرفة الأصحاب)، ابن عبد البر.
- (تاريخ الخلفاء)، السيوطي.
- (عثمان بن عفان شخصيته وعصره)، د. علي الصلابي.
- (عثمان بن عفان)، محمد رضا.
- (الجوهرة في نسب النبي وأصحابه العشرة)، البري.


















رد مع اقتباس
قديم 08-25-2024, 07:14 PM   #2


الصورة الرمزية المهره♕
 عضويتي » 14
 جيت فيذا » Feb 2024
 آخر حضور » 12-07-2024 (04:42 AM)
آبدآعاتي » 513,744
الاعجابات المتلقاة » 1183
الاعجابات المُرسلة » 8805
افتراضي



جزآك الله خيرا
بآرك الله فيك على الطَرح القيم
وَ جعله في ميزآن حسناتك


 توقيع : المهره♕






استاذي بشير تسلم علي الاهداء


رد مع اقتباس
قديم 08-26-2024, 08:50 AM   #3


الصورة الرمزية نور
 عضويتي » 61
 جيت فيذا » Feb 2024
 آخر حضور » 12-24-2024 (08:28 AM)
آبدآعاتي » 1,009,001
الاعجابات المتلقاة » 5172
الاعجابات المُرسلة » 631
افتراضي



سلمت الأيادي على روعة الطرح
في انتظار جديد طرحك
لاخلا ولا عدم


 توقيع : نور







رد مع اقتباس
قديم 08-29-2024, 11:24 AM   #4


الصورة الرمزية نزف القلم
 عضويتي » 90
 جيت فيذا » Mar 2024
 آخر حضور » اليوم (01:16 PM)
آبدآعاتي » 204,194
الاعجابات المتلقاة » 449
الاعجابات المُرسلة » 782
افتراضي



جزاك الله خير الجزاء
وشكراً لطرحك الهادف وإختيارك القيّم
رزقك المــــــــولى الجنـــــــــــــة ونعيمـــــها
وجعلــــــ ما كُتِبَ في مــــــوازين حســــــــــناتك
ورفع الله قدرك في الدنيــا والآخــــرة
وأجـــــــــزل لك العطـــاء



 توقيع : نزف القلم



رد مع اقتباس
قديم 09-10-2024, 11:46 AM   #5


الصورة الرمزية ملائكية
 عضويتي » 566
 جيت فيذا » Sep 2024
 آخر حضور » 09-12-2024 (04:34 AM)
آبدآعاتي » 907
الاعجابات المتلقاة » 9
الاعجابات المُرسلة » 10
افتراضي



جزآك الله خيرا
وَ جعله في ميزآن حسناتك ..
يعطك ربي العافية


 توقيع : ملائكية



رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مبادئ, الثاني), الحليفة, الجسم, سياسة, عثمان, عفان, وثوابت


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مبادئ وثوابت في سياسة الخليفة عثمان بن عفان ( الجزء الأول) روح انثى تراجم الصحابه والتابعين 2 08-29-2024 11:22 AM
أوليات عثمان بن عفان رضي الله عنه نور نفحات من السنة النبوية 2 08-15-2024 04:42 PM
الفتنة الكبرى بين الصحابة و قصة مقتل عثمان بن عفان بمؤامرة عبد الله بن سبأ - الشيخ بدر المشاري نور نفحات إسلاميه مرئية و صوتيه 3 07-31-2024 06:35 PM
نتائج الفتنه في عهد الخليفه عثمان بن عفان المهره♕ تراجم الصحابه والتابعين 11 05-17-2024 10:14 PM
قصة تقديم قافلة الشام صدقة للمسلمين فى عهد عثمان بن عفان جلال الدين القصص الإسلاميه 5 05-11-2024 09:47 PM

Bookmark and Share

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

الساعة الآن 05:24 PM


 »mohannad.omssyat»

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
هذا الموقع يتسخدم منتجات Weblanca.com
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
This Forum used Arshfny Mod by islam servant