ننتظر تسجيلك هـنـا

 




نفحات إيمانية عامة

1 معجبون
إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 07-16-2024, 04:42 AM
نور متواجد حالياً
Egypt     Female
Awards Showcase

  

 عضويتي » 61
 جيت فيذا » Feb 2024
 آخر حضور » 12-24-2024 (08:28 AM)
آبدآعاتي » 1,009,001
الاعجابات المتلقاة » 5175
افتراضي عمل القلب أهم من عمل الجوارح




قد يَغفُل كثيرٌ من النَّاس عن الاعتِناء بأعمال القلوب، مع أنَّ ذلك من جملة الإيمان، بل إنَّ ذلك من أوَّل ما يَدخل في الإيمان، قال ابن تيمية: "ولا بدَّ أن يَدخل في قوله: اعتِقاد القلب أعمالُ القلب المقارنة لتصديقِه؛ مثل حبِّ الله، وخشية الله، والتوكُّلِ على الله ونحو ذلك، فإنَّ دخول أعمال القلْب في الإيمان أوْلى من دخول أعمال الجوارح باتِّفاق الطَّوائف كلها"[1].
عمل القلب أهم من عمل الجوارح:
وعمَل القلب أشدُّ وجوبًا من عمَل الجوارح؛ ولذا قال ابن القيِّم موضحًا ذلك: "ومن تأمَّل الشريعةَ في مصادرها وموارِدها علِم ارتباطَ أعمال الجوارح بأعمال القلوب، وأنَّها لا تَنفع بدونها، وأنَّ أعمال القلوب أفْرَضُ على العبد من أعمال الجوارح، وهل يميَّز المؤمن عن المنافق إلَّا بما في قلب كلِّ واحدٍ منهما من الأعمال التي ميزَت بينهما، وهل يمكن أحدٌ الدُّخولَ في الإسلام إلَّا بعمل قلبه قبل جوارحه، وعبوديَّةُ القلب أعظَمُ من عبوديَّة الجوارح، وأكثر وأدوم؛ فهي واجِبةٌ في كلِّ وقت"[2].
وقال: "وعمل القلب؛ كالمحبَّة له والتوكُّل عليه، والإنابةِ إليه والخوفِ منه، والرَّجاءِ له وإخلاص الدِّين له، والصَّبرِ على أوامره وعن نواهيه وعلى أقداره، والرِّضى به وعنه، والموالاة فيه والمعاداة فيه، والذلِّ له والخضوع، والإخباتِ إليه والطمأنينة به، وغير ذلك من أعمال القلوب التي فرْضها أفرْضُ من أعمال الجوارح، ومستَحَبُّها أحبُّ إلى الله من مستحَبِّها، وعمَل الجوارح بدونها إمَّا عديم المنفعة أو قليل المنفعة"[3].
ولذا كان عمَل القلب أعظَمَ خطرًا من عمَل الجوارح، وأشدَّ أمرًا؛ فمَن أتى بعمَل الجوارح غافلًا عن عمَل القلب كان ضالًّا أو مقصِّرًا بحسب نوع ترْكه لعمل القلب، قال ابن القيم: "إنَّ لله على العبد عبوديتَين؛ عبوديةً باطِنة وعبوديَّة ظاهرة، فله على قلبه عبوديَّة، وعلى لسانه وجوارحِه عبودية؛ فقيامُه بصورة العبوديَّة الظَّاهرة مع تعرِّيه عن حقيقة العبوديَّة الباطِنة ممَّا لا يقرِّبه إلى ربِّه ولا يوجِب له الثَّواب وقبول عمله؛ فإنَّ المقصود امتِحانُ القلوب وابتلاء السَّرائر، فعمل القلب هو رُوح العبوديَّة ولبُّها، فإذا خَلا عمَل الجوارح منه كان كالجسد الموات بلا رُوح"[4].
وإنَّما كان لعمل القلب هذه الأهميَّة الكبيرة؛ لأنَّه سائقُ النَّفس وقائدُها؛ ولذا "إذا قام بالقلب التصديق بـ (الله) والمحبَّةُ له لزم ضرورةً أن يتحرَّك البدَنُ بموجب ذلك من الأقوال الظَّاهرة والأعمالِ الظَّاهرة، فما يَظهر على البدن من الأقوال والأعمال هو موجِب ما في القلب ولازمه، ودليلُه ومَعلوله، كما أنَّ ما يقوم بالبدَن من الأقوال والأعمال له أيضًا تأثير فيما في القلب؛ فكلٌّ منهما يؤثِّر في الآخَر، لكنَّ القلبَ هو الأصلُ والبدنَ فرعٌ له، والفرع يستمدُّ من أصله، والأصل يَثبُت ويقوى بفرعه؛ كما في الشَّجرة التي ضُرب بها المثَلُ لكلمة الإيمان قال تعالى: ﴿ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ﴾ [إبراهيم: 24، 25]، وهي كلمةُ التوحيد، والشجَرةُ كلَّما قويَ أصلُها وعرق وروي قويَت فروعُها، وفروعها أيضًا إذا اغتذَت بالمطَر والرِّيح أثَّر ذلك في أصلها، وكذلك الإيمان في القلب والإسلام علانية، ولمَّا كانت الأقوال والأعمال الظَّاهرة لازمةً ومستلزمة للأقوال والأعمال الباطِنة كان يستدلُّ بها عليها"[5].
ارتباط عمَل القلب بعمل الجوارح:
غير أنَّ ما ذُكر من العناية بعمَل القلب ليس مَعناه الاقتِصار عليه دون عمَل الجوارح؛ إذ بين عمَل القلب وعمَل الجوارح تلازُمٌ ضروري، قال ابن تيمية: "وكذلك أعمال القلب لا بدَّ أن تؤثِّر في عمل الجسَدِ، وإذا كان المقدَّم هو الأوجب، سواء سمِّي باطنًا أو ظاهرًا، فقد يكون ما يسمَّى باطنًا أوجَب؛ مثل ترْك الحسَد والكِبر، فإنَّه أوجب عليه من نوافِل الصِّيام، وقد يكون ما يسمَّى ظاهرًا أفضل؛ مثل قيام الليل، فإنَّه أفضَل من مجرَّد ترْك بعض الخواطِر التي تَخطر في القلب من جِنس الغِبطة ونحوها، وكلُّ واحد من عمَل الباطِنِ والظَّاهر يُعين الآخَر"[6].
وقال: "إنَّ الصِّراط المستقيم هو أمورٌ باطِنة في القلب؛ من اعتقاداتٍ وإرادات وغيرِ ذلك، وأمورٌ ظاهرة؛ من أقوالٍ وأفعال قد تكون عبادات وقد تكون أيضًا عادات؛ في الطَّعام واللِّباس، والنِّكاحِ والمسكن، والاجتِماعِ والافتراق، والسَّفرِ والإقامة والركوبِ، وغير ذلك، وهذه الأمورُ الباطِنة والظَّاهرة بينهما - ولا بد - ارتِباطٌ ومُناسبة؛ فإنَّ ما يقوم بالقلب من الشُّعور والحال يوجِب أمورًا ظاهرة، وما يَقوم بالظَّاهر من سائر الأعمال يوجِب للقلب شعورًا وأحوالًا"[7].
وقال ابن القيم: "فكلُّ إسلامٍ ظاهِر لا يَنفُذ صاحبُه منه إلى حقيقة الإيمانِ الباطِنة فليس بنافِعٍ حتى يكون معه شيءٌ من الإيمان الباطِن، وكلُّ حقيقةٍ باطنة لا يقوم صاحبُها بشرائع الإسلام الظَّاهرةِ لا تَنفع ولو كانت ما كانت؛ فلو تمزَّق القلب بالمحبَّة والخوفِ، ولم يتعبَّد بالأمر وظاهِرِ الشَّرع لم ينجِه ذلك من النَّار، كمان أنَّه لو قام بظَواهر الإسلامِ وليس في باطِنه حقيقةُ الإيمان لم يُنجِه من النار"[8].
وهذا التلازُمُ بين الظَّاهِر والباطِن يبيِّن لك أنَّ نقص أحدهما مؤثِّر على نقْص الآخَر؛ فالنَّقصُ في الأعمال الظَّاهرة إنما هو لِنقص ما في القلب من الإيمان، كما أنَّ التفريط في الأعمال الظَّاهرة مؤثِّر على نقص الإيمان القَلبي، وكمالُ الإيمان الواجِب الذي في القلب لا يُمكن مع انعِدامِ الأعمال الظَّاهرة الواجبة، بل يَلزم من وجود هذا كاملًا وجودُ هذا كاملًا، كما يَلزم من نقْص هذا نقصُ هذا[9].
أقسام السائرين إلى الله في أعمال القلوب:
والسَّائرون إلى الله في أعمال القلوب أقسام:
الأول: قسم اعتنَوا بالأعمال الظَّاهرة وجعلوها دأبَهم من غير حِرص منهم على تَحقيق أعمال القلوب ومنازلِها وأحكامِها، وإن لم يكونوا خالين من أصلها، ولكنَّ هِمَمَهم مَصروفة إلى الاستِكثار من الأعمال الظَّاهرة.
فترى أحدَهم يقيم الصَّلاةَ غير أنَّه لا يَعتني بخُشوعها وإظهارِ الذلِّ والاستِكانة فيها، ويَعتني بعدَم سَماع المحرَّم من غيبةٍ أو نميمة غير أنَّ قلبه مَخمور بالحِقد والكِبْرِ والعُجب.
وهذا حال كثيرٍ من النَّاس، بل وقد يَنتسب أحدهم إلى العلم ويَعتني بالأعمال الظَّاهرة، وقلبه مبتلًى وهو لا يَنتبه لذلك ولا يعقله.
الثاني: قسم صرَفوا اهتمامَهم بصَلاح قلوبهم وعُكوفِها على الله وحده وحفظِ الخواطِر، واعتنَوا بأعمال القلوب؛ من تَصحيح المحبَّةِ، والخوف والرَّجاء، والتوكُّلِ والإنابة، غير أنَّهم ترَكوا بعضَ ما يحبُّه الله من الأعمال الظَّاهرة؛ كالدَّعوة إلى الله، وتعليمِ النَّاس الخير، ونحوِ ذلك.
فالأوَّلون قصَّروا؛ حيث أَهملوا أعمالَ القلوب ولم يَلتفتوا إليها وعدوها فضلًا أو فضولًا، والآخرون قصَّروا؛ حيث قصَروا نظرَهم وعملَهم عليها، ولم يلتفِتوا إلى كثيرٍ من أعمال الجوارح.
وقسمٌ توسَّطوا؛ فاعتنَوا بأعمال القُلوب كما اعتنَوا أيضًا بالأعمال الظَّاهرة، غير أنَّ لعمل القلب عندهم فضلًا.
فهؤلاء هم الذين وفَّقهم اللهُ؛ فجمعوا بين عبوديَّةِ الظَّاهر وعبوديَّةِ الباطِن، وهذا طريق السَّابقين العارفين[10].
الأسماء والصفات وأثرها في الترابط بين عمل القلب وعمل الجوارح:
وباب الأسماء والصِّفات ممَّا يَظهر فيه التلازُمُ بين عمَل القلب وعملِ الجوارح؛ فالتأمُّل فيها والتعبُّد بمقتضاها يَبعث على الرَّبط بين العَملين؛ فالتعبُّد باسم الله العليم يَبعث على التَّقوى وحِفظِ الجوارِحِ، كما يَبعث على حِفظ القلب والخواطِر، وكذلك بقيَّة الأسماء؛ فإنَّها تَبعث على التوكُّل والإنابَةِ والمحبَّةِ، والخوفِ والرَّجاء، وما يترتَّب على ذلك من أعمال الجوارح؛ من فِعل ما يحبُّه اللهُ والمسابقة إلى فعله، وترْكِ ما يبغضه الله والبعد عنه.
قال العز بن عبدالسَّلام: "المعارف كُوًى يَنظر منها بالبصائرِ إلى عالَم الضَّمائر، فتُشاهد القلوبُ ذاتَه وصِفاته، فتعاملُه بما يَليق بجلاله وجمالِه، ثمَّ تأمر الأعضاءَ والجوارِحَ بأن تُعامله بما يليق بعظَمَته وكمالِه"[11].
وممَّا سبَق يتبيَّن مكانة هذا الموضوع من تَزكية النَّفس وعبوديَّةِ القلب، وأنَّه من الوسائل الأوليَّة في هذا الباب والتي قد يغفلها كثيرٌ من النَّاس؛ ولذا كان هذا الطَّرْح لهذا الموضوع تَذكيرًا بأهميَّته ودخولِه في باب التزكية والتنقيةِ.
وهذان الأمران وإن كانا ممَّا يوضِّح أهميَّة الموضوع غير أنِّي قدَّمتُهما على بيان أهميَّة الموضوع لضرورة التَّنبيهِ عليهما على جِهة الخصوص.

الموضوع الأصلي: عمل القلب أهم من عمل الجوارح || الكاتب: نور || المصدر: منتدى امسيات











رد مع اقتباس
قديم 07-16-2024, 02:56 PM   #2


الصورة الرمزية نزف القلم
 عضويتي » 90
 جيت فيذا » Mar 2024
 آخر حضور » يوم أمس (01:16 PM)
آبدآعاتي » 204,194
الاعجابات المتلقاة » 450
الاعجابات المُرسلة » 782
افتراضي



الف شكـــر لك
على الطرح الرائع
اثابك الله الاجروالثواب
وجزيتي خيرا
وجعله في ميزان حسناتك



 توقيع : نزف القلم



رد مع اقتباس
قديم 07-16-2024, 07:13 PM   #3


الصورة الرمزية المهره♕
 عضويتي » 14
 جيت فيذا » Feb 2024
 آخر حضور » 12-07-2024 (04:42 AM)
آبدآعاتي » 513,744
الاعجابات المتلقاة » 1183
الاعجابات المُرسلة » 8805
افتراضي






/







جزاك الله خيراً
وَ بارك الله فيك
وَ جعله في ميزان حسناتك


 توقيع : المهره♕






استاذي بشير تسلم علي الاهداء


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الجوارح, القلب


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
إسلام الجوارح لله نور نفحات إيمانية عامة 5 05-04-2024 02:29 PM
ملكه في زمن كثر فيه الجواري عنيده قسم التسريحـآت و آلمكيـآج 3 04-28-2024 03:48 AM
الصوم صوم الجوارح عن الآثام جلال الدين النفحات الرمضانية 4 04-03-2024 11:51 AM
حفظ الجوارح عن المعاصي نور النفحات الرمضانية 4 04-02-2024 10:06 PM
متى يبكي القلب جلال الدين زآوية حره 6 03-26-2024 06:02 PM

Bookmark and Share

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

الساعة الآن 02:45 AM


 »mohannad.omssyat»

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
هذا الموقع يتسخدم منتجات Weblanca.com
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
This Forum used Arshfny Mod by islam servant