|
مناسك الحج والعمره |
البحث في المنتدى |
بحث بالكلمة الدلالية |
البحث المتقدم |
الذهاب إلى الصفحة... |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||
العائدون من الحج وعلامات القبول
لا شك أن الحج من أفضل الأعمال بعد الإيمان، وأنه لون من ألوان الجهاد في سبيل الله. وقد سُئل النبي صلى الله عليه وسلم : أي العمل أفضل؟ فقال: «إيمان بالله ورسوله». قيل: ثم ماذا؟ قال: «جهاد في سبيل الله». قيل: ثم ماذا؟ قال: «حج مبرور». [رواه البخاري] وعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: يا رسول الله نرى الجهادَ أفضلَ العمل، أفلا نجاهد؟ قال: «لا، ولكن أفضل الجهاد حج مبرور». وفي رواية: «لَكُنَّ أفضل الجهاد حج مبرور». [رواه البخاري وغيره] وبشر النبي صلى الله عليه وسلم من حج واجتنب المحظورات ظاهرًا وباطنًا بغفران ذنوبه فقال «من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه». [رواه البخاري] وقال صلى الله عليه وسلم : «والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة». والحج المبرور هو المقبول الذي راعى فيه صاحبه شروط صحة العمل وشروط قبوله من إخلاص العمل لله تعالى، ومتابعة هدي النبي صلى الله عليه وسلم ، واجتناب الآثام والأوزار والفسق والرفث. ومن علامات هذا الحج المبرور أن يرجع الحاج خيرًا مما كان وأن يترك ما كان عليه من التفريط والتقصير والمعاصي، وأن يتبدل بإخوانه البطالين، إخوانا صالحين، وبمجالس اللهو والغفلة، مجالس الذكر واليقظة. والإخلاص من أصعب الأحوال، وأشق الأعمال خاصة إذا كان العمل باديًا ظاهرًا لا يستطيع المرء أن يخفيه كالحج، فالمسلم قد يصوم يومًا في سبيل الله لا يشعر أحد من الناس بصومه، وقد يصلي في جوف الليل في بيته لا يشعر به أحد ولكنه لا يستطيع أن يحج بيت الله الحرام دون أن يشعر به أحد، ومن هنا كان الجهد المبذول لتحقيق الإخلاص في الحج وفي سائر الأعمال الظاهرة مضاعفًا ممن وفقه الله وهداه، ولهذا كان ديدن الصالحين إظهار الزهد والتقشف في الحج، والتعبد لله عز وجل بالتذلل وإظهار الفاقة لله عز وجل، وقد أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه حج على رحلٍ، ورُوي أنه قال: اللهم حجة لا رياء فيها ولا سمعةً. [واه ابن ماجه] وعند البخاري عن ثمامة بن عبد الله بن أنس قال: حج أنس على رحل، ولم يكن شحيحًا، وحدَّث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حج على رحل وكانت زاملته. [البخاري ك.الحج ح1517] وقوله: ولم يكن شحيحًا إشارة إلى أنه فعل ذلك تواضعًا منه واتباعًا، لا عن قلة، ولا عن بخل. فأين هذا من الحج الذي تدعو إليه بعض شركات السياحة أو حج الفضائيات وهو الذي يعرف بحج الخمس نجوم إشارة إلي قمة الترف والدعة والرفاهية. وقد حدثتني بالهاتف سيدة فاضلة حجت هذا العام مع بعض الدعاة الذين يظهرون على القنوات الفضائية ويفتتن بهم الناس ممن يُعرفون بالدعاة الجدد، وقالت: هل رأيت الحج على قناة ـ اقرأ؟ قالت المرأة: لا يمكن أن يكون هذا الذي رأيناه وفعلناه هو الحج الذي أمرنا به الله عز وجل، وبينه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: «خذوا عني مناسككم» فقلت لها: هوني عليك، ما الذي حدث؟ فقالت بانفعال: لا يمكن أن يُترك هذا الرجل ليعبث بعقول شبابنا وبناتنا، لقد رأيت الشباب والشابات وقد فتنوا بكل ما يقوله وما يفعله، إن ابني مفتون به. قلت لها: أخبريني بما حدث. قالت: لقد رأيت في هذه الرحلة عجبًا، فتيات فاتنات يسافرن بغير محرم، واختلاط بين الشباب والفتيات في هذه البقاع الطاهرة، ونرى في هذا الاختلاط من ألوان الصخب والتهريج ما لا يمكن أن يحتمله مسلم ملتزم، الداعية الشاب يأمر الشباب بحلق اللحى، ويقول [ما ينفعش تبقى من فوق زلبطة ومن تحت بشعر]. ويقول: [اللي مش أصلا ملتحي يحلق ذقنه]. وإذا وجد فتاةً منتقبة يأمرها أن تخلع النقاب ويقول: [طالما حتسألي أسئلة، الكاميرا حتيجي عليكي شيلي النقاب]، وقد فعلت واحدة ما أمرها به ثم دخلت على النساء باكية. التصوير ليلا يمتد للساعة الثالثة صباحًا، وعادة ما يتعب الجميع وينام أكثرهم عن صلاة الفجر. البنات يعرضن مشاريع مع الشباب، ويطلبون من رجال الأعمال تمويلها فيما يعرف بصناع الحياة، وفي يوم العيد رفض الداعية المشهور حلق رأسه وطلع على المسرح بمنى وقال: لم أحلق لأن عندي لقاءات بعد الحج ـ يعني لقاءات تلفزيونية. هذا بعض ما ذكرته السيدة الفاضلة، بل وقالت إن ابني كان يصلي بالمسجد في الجماعة، وأصبح الآن لا يرتاد المسجد، وكل هذا يُفعل باسم الوسطية والحداثة التي تروج لها هذه القنوات وهؤلاء الدعاة. والعجب أن بعض هذه المنكرات كانت تعرض على القناة الفضائية المشهورة، وكانت تعرض بعض البدع يوم عرفة مثل الدعاء الجماعي، ثم أخذ هؤلاء الحجيج يتعانقون يهنئ بعضهم بعضًا بالقبول بعد غروب شمس يوم عرفة. ولا أريد أن أعلق على ما ذكرته السيدة الفاضلة، فكل من له علم ووعي يعلم أن روح العبادة أبعد ما تكون عن هذه التفاهات والحماقات. ومعلوم أن أهل العلم لا يجزم أحد منهم بقبول العمل عند انقضائه، بل يستشعرون التقصير ويستغفرون الله عز وجل عند انقضاء العمل كما قال ربنا عز وجل {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [البقرة:199]. ومن أهل العلم من كان يغلب الخوف في هذا اليوم، ومنهم من كان يغلب الرجاء والطمع في القبول ومغفرة الذنوب لكنهم ما كانوا يتصافحون ولا يتعانقون ولا يهنئ بعضهم بعضا عند الإفاضة من عرفات، لكنهم يفيضون راجين راغبين راهبين خاشعين متذللين. بل إن بدعة التصوير في المناسك مما يكاد يفرغ المناسك عن روحها، ويمنع تمام الخشوع فيها. وقد لاحظنا انتشارها بين جموع الحجيج خاصة مع انتشار التليفونات التي فيها خاصية التصوير. وداعية آخر ينزل من الحافلة ليلة المبيت بمزدلفة ويحلق شعره ويأمر من معه بالحلق والتقصير بدعوى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: افعل ولا حرج، حتى قال بعضهم: لقد حولنا القاعدة الفقهية «المشقة تجلب التيسير» إلى لون من (الاستهبال والاستعباط) هكذا قال.
المهره♕ معجب بهذا
|
زيارات الملف الشخصي : 946 |
04-29-2024, 10:32 PM | #2 | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
|
|
|