فِي اَلْمَوْعِدِ اَلْمُحَدَّدِ..! .. : حان وقت الاستيقاظ... صباح الخير يا صغيري! ، هيا بسرعة لكي تتناول الإفطار... على صوت صفير سخان الماء... ورائحة الشاي مع الميرمية الممزوج مع
.. : حان وقت الاستيقاظ... صباح الخير يا صغيري! ، هيا بسرعة لكي تتناول الإفطار...
على صوت صفير سخان الماء... ورائحة الشاي مع الميرمية الممزوج مع صوت أمي الحنون أستيقظ كل صباح، انظر فورا باتجاه النافذة المطلة على الشارع كان اللون في الخارج في أغلب الأوقات يميل إلى الأزرق مع توشيحه حمراء مختلطا مع صوت زقزقة العصافير.. كمْ كنت أعشق هذا اللون وهذه الأجواء ... ارتدي ثيابي ببطء وعلى عجالة أتناول فطوري وكوب الشاي... وأحمل حقيبتي الثقيلة خلف ظهري، أقبل خدود أمي الدافئة: أنتبه لنفسك جيدا!... أغلق الباب خلفي بهدوء وأمضي... وأنا أسمع بعض دعاء أمي.. أسلك دوما نفس الطريق متجها إلى المدرسة، فكرت كثيرا أن أغير هذا الطريق ولكني لم أمتلك الشجاعة لتغيره!، في طريقي وقبل وصولي إلى المدرسة بقليل كان هناك متجرا لبيع الألعاب، كانت واجهته المطلة على الشارع من الزجاج تحوي فوق رفوفها عدادا وفيرا من الألعاب، كنت أقف كل يوم أمامها، أتأمل تلك الألعاب وانظر أسفل كل لعبة لعلي أعلم كم ثمنها!!؛ وفي يوم من الأيام جذبتني لعبة جديدة!، كان شكلها الغريب ملفتا للنظر، براقا... في كل مرة أحاول أن أعرف ماهيتها من الصورة المرسومة على الغلاف... حتى وجدت مرة صاحب المتجر يلمع الزجاج من الخارج فسألته؟... فأخبرني بأنها لعبة على شكل ماكينة خياطة... فسألته مجددا: هل تخيط الملابس؟!... فضحك...: نعم إنها تفعل ذلك!؛ كان ثمنها باهظا بالنسبة لي!، فقررت أن لا أخبر أمي وأن أعتمد على نفسي بأن أجمع مصروفي لكي أحصل عليها في نهاية الأمر... كمْ كنت أنزعج حينما أجد المتجر مغلقا واجهته!، خوف أن تكون قد بيعت لأحدهم... ظلت تلك اللعبة فوق ذاك الرف تنتظر قدومي كل صباح وكل مساء، وبقيت أقف أمامها اطمئن بأنها ما تزال موجودة أتأمل بريقها وأجمع مصروفي... حتى إكتمل ثمنها فخرجت في ذلك الصباح أسابق الريح... لا تسعني الفرحة، متجها نحو المتجر... وصلت في موعدي المحدد فوجدت المتجر مفتوحا على غير العادة!.. ففرحت، ولكني للأسف وجدت مكانها فارغا.!!
.
.