إعلانات المنتدى
منتدى عشق الليالي
عدد مرات النقر : 415
عدد  مرات الظهور : 3,921,123 منتدى انين الروح
عدد مرات النقر : 260
عدد  مرات الظهور : 3,921,119 
عدد مرات النقر : 228
عدد  مرات الظهور : 3,921,109 منتدى بقايا حنين
عدد مرات النقر : 453
عدد  مرات الظهور : 3,921,108

عدد مرات النقر : 73
عدد  مرات الظهور : 3,921,107 منتديات اميرة خواطر
عدد مرات النقر : 140
عدد  مرات الظهور : 3,918,535 
عدد مرات النقر : 68
عدد  مرات الظهور : 3,918,517 
عدد مرات النقر : 83
عدد  مرات الظهور : 3,918,515

عدد مرات النقر : 148
عدد  مرات الظهور : 3,909,259 
عدد مرات النقر : 66
عدد  مرات الظهور : 3,909,2590 
عدد مرات النقر : 82
عدد  مرات الظهور : 3,909,2581 
عدد مرات النقر : 747
عدد  مرات الظهور : 3,909,2582

عدد مرات النقر : 57
عدد  مرات الظهور : 197,5824 
عدد مرات النقر : 61
عدد  مرات الظهور : 197,2925 
عدد مرات النقر : 57
عدد  مرات الظهور : 197,1486 
عدد مرات النقر : 15
عدد  مرات الظهور : 196,9677
كلمة الإدارة


   
 
العودة   منتدى امسيات > أمسيات الأدبي > منتدي الحصريات الأدبيه > ⊱ المدينة الحالمة ⊰
التسجيل التعليمـــات روابط إضافية التقويم مشاركات اليوم البحث
 
   

⊱ المدينة الحالمة ⊰ مدينة تحكي فيها القصة القصيرة اشياء الزمان المكان

3 معجبون
إضافة رد
   
 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
 
   
#1  
قديم 03-21-2024, 06:51 PM
يوسف قبلان سلامة غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 89
 تاريخ التسجيل : Mar 2024
 فترة الأقامة : 36 يوم
 أخر زيارة : 03-29-2024 (03:01 PM)
 المشاركات : 1,221 [ + ]
 التقييم : 1050
 معدل التقييم : يوسف قبلان سلامة has much to be proud ofيوسف قبلان سلامة has much to be proud ofيوسف قبلان سلامة has much to be proud ofيوسف قبلان سلامة has much to be proud ofيوسف قبلان سلامة has much to be proud ofيوسف قبلان سلامة has much to be proud ofيوسف قبلان سلامة has much to be proud ofيوسف قبلان سلامة has much to be proud of
بيانات اضافيه [ + ]
Post مأساة صداقة




مهداة إلى كل من يقدر معنى وقيمة الصداقة الحقيقية في الله.

كان الإبن يقود السيارة في احد ايام شهر كانون الأول والبرودة تلفح بهوائها القرس البرودة المارة أكانوا في الجبل او الخط الساحلي البحري.
كانا متجهين للعمل، حيث ينزل الإبن أبيه عند مقر عمله ليتابع الإبن طريقه إلى جامعته لمتابعة دراسة فن الموسيقى والعزف وهي هوايته المفضلة.
وقد بذل فيها كل مرتخص وغال مضحيا بنفسه في سبيل التقدم فيها، ما شكل له حالة نفسية بدى كهائم أو سارح في سبيل تنفيذ أي مهمة إنسانية يستدعيها الأمر.
قصد والده معهد الموسيقى العالي في المدينة، فاليوم يوم امتحان ينال الناجح فيه درجة تميز عالمية تمنح للمتفردين في هذا المجال الرائع.
وجاء دور يزيد.
امسك بقيثارته، والجميع قدم ألحانا رائعة، وبعضهم كمجموعة، وغيرها ممن كرسوا حياتهم لهذا الفن الراقي العجيب، فمنهم من منح أوسمة درجة اولى، وآخرون حملوا دروع تقدير فريدة الدرجة، فضلا عن عمن أقيمت لهم تماثيل تكريمية برغم صغر سنهم وغيرهم أيضا.
كان يزيد وحيدا، وقد ورد اسمه كمنتسب للدورة العالمية آخر واحد، وفقا لتسلسل الأحرف الأبجدية.
وما أثار الدهشة والسخرية، انه كان منفردا، فطلب مدير اللجنة التحكيمية المخضرم من الفرقة الموسيقية في المعهد محاولة مواكبته في معزوفته الجديدة غير المعروفة!
ووسط سخرية الحاضرين شرع بأداء معزوفته، فهي من موسيقى لحنية دون الغناء.
وكمن بقوة ما، سكت الحضور والفرق الموسيقية والجميع كانوا كمن على رؤوسهم الطيور. فقد وجدت الفرق برمتها تواكبه في افتتاحية المعزوفة الخشوعية الشبه حزينة بل والحماسية أيضا، فسلطت الكاميرات على وجوه الحضور حيث كان التأثر واضحا على محياهم. فالافتتحاية كانت جزءا لا يتجزأ من متن الأغنية وخاتمتها، كانت منسقة ومركبة كصرح نجمي ينير النفوس جمالا وصفاء ووعيا.
انتهت المعزوفة وبدت الفرق كأنها دربت على الأغنية لسنوات، وكانت تعابير الدهشة جلية على محياهم. فبكوا حانين رؤوسهم لله مستغفرين استهزاءهم له. ووالد الشاب لا ينفك يصفق له بحرارة شديدة والدموع تتساتل من عينيه. ضمه إلى صدره مقبلا إياه وسط جو جامع للتأثر الشديد والفرح مع البكاء!
كان يزيد متواضعا جدا، فسلم على كل من حياه، في القاعة، وخرج إلى سيارته بعد خروج الجميع.
كان مأخوذا للدرجة القصوى سارح في الخيال، ما خلا شخصا واحدا.
أما والدته فانهمرت الدموع من عينيها وهي تصفق كأنها مع الحضور.
توجها إلى سيارتهما عقب انتهاء الحفلة للعودة إلى المنزل.
كان يزيد مؤمنا حقيقيا في الله، مؤمنا بأن الله عز وجل الواحد الأحد من لدنه الرسالات السماوية المباركة الطاهرة، وهنا ينتفي التفريق بين دين وآخر والأنبياء عليهم السلام. إلا أن ضعفا ما كان يسقطه في تجارب، فكان يتضرع للباري عز وجل ليبتر هذا الضعف عنه المتصل بدركات الجحيم فيكون قويا قريبا من مثل السماء العليا البعيدة عن شوائب الرجاسة والمكر والعياذ بالله لأن جزاءها رهيب جدا ولا بد آتية من رب العدالة السماوية الذي لا يفوته أي عمل حتى من أدق الذرات تناهيا.
بلغا منزلهما والبهجة تحيط بهما فما حدث اليوم من نجاح باهر لمدعاة فخر بامتياز. لكن، بالنسبة له، كان لحادث السيارة ذاك وإن كان بسيطا لم يود بحياة أحد، حتى ان والده لم يشعر به، تأثيرا ووقعا كبيرا في نفسه لإيمانه بأن عدالة سماوية ستطاله، فلا بد أن يأتي يوم فيه قد تتضرر فيه سيارته.
كانت في استقباله أمه التي دربته على فعل الخير وأذكت فيه شعلة الإيمان بالصلاة ومنحته من خبرتها وتشجيعها ما يعجز عن وصفه قلم.
وكان مرتضى، ابن خاله حاضرا أمام شاشة التلفاز مأخوذا بما سمع وشاهد، وقد احتضنه بحرارة عند وصول يزيد ووالده.
كان ابن خاله يتيم الأبوين، فقد توفيا في حادث سير مروع قبل عدة سنوات وهو الآن في الثامنة عشر من عمره.

عامله يزيد كأخ تماما، وكذلك والده، فأمداه بكل ما يلزمه من مساعدة مادية ومعنوية من جميع جوانبها لخوض غمار الحياة بصعوباتها المريرة حتى قيد له النجاح بفضل الله وفضلهما.
لم يحيطاه إلا بكل دفعة معنوية، فبرغم فشله في وظائفه الأولى إلا أنه ظل محاطا برعايتهما إلى الرمق الأخير، إلى أن تسنى له السفر والاحتكاك مع جميع الناس، فأدمن العمل وبقي ملازما له، حتى أنه حظي بصديقة كان قد تعرف إليها في عمله الأول حيث فشل. تكللت الصداقة بزواج كرس حياته فيه للحياة الزوجية، حتى تعدى مر حياتها الشديد!
ما كان والد يزيد براض عن هذا الزواج ولا حتى ابنه، فقد تغير مرتضى كثيرا... كان الأمر غامضا، لا سيما مع شاب حلب من الدهر شطريه، مجابها أعنف التجارب، والسؤال، كيف؟
أسس مرتضى عائلة، وذلك بعد أن وفق في إيجاد عمل أعانه على بلوغه أحد أخواله، إذ كان أثناءعدم عثوره على عمل يمده بالمال.
كان أثناء عطلته السنوية يزور أهله وخاله عند عودته من سفره.
أما بالنسبة ليزيد، فقد كرس حياته للفن والأدب وقبل ذلك الرياضة التي برع فيها.
لكن، ومع الوقت جعل شغله بالفن يتنامى بقوة.

مضت الأيام تتلوها الشهور ويزيد يجني أرباحا طائلة من أغنيته الفريدة، لكنه خصص معظم أمواله للمؤسسات الخيرية حيث فتحت باسمه معاهد تعليمية لا سيما لذوي الاحتياجات الخاصة، ومشافي وفرص عمل لجميع الناس، حتى أن معاهده كانت تؤمن العمل للناجحين فور تخرجهم منها، وتساعد الطلاب الراسبين حتى ينجحوا، مانحة إياهم فرصا أيضا في صفوف أعلى، فنظامهم المدرسي كان عظيما. وكانت ممارسة العنف بجميع أشكاله المعنوية والمادية محرمة.
لكن البلد نكب بحكام فاشلين، ناسفين كل شيء متشبهين بالمستعمرين الظلام، فنهبوا أموال الشعب والمؤسسات، ولم يبقوا شيئا سوى الفقر. أما الأعجب من ذلك فهو اتباع بعض الناس لهم لاسترضائهم من أجل كسبهم بعض المال عوض محاربتهم.
وقد طال هذا الأمر جميع الأفراد دون استثناء أحد غير تلك الطبقه الفاجرة الجاحدة الساقطة المحاربة بعضها بعضا.
وبالتالي، نال يزيد نصيبا كبيرا من سلب المال حتى أمسى فقيرا لا يملك شروى نقير.
كان ابن خاله مرتضى قد احتاط لأمر حدوث هذا النكبة. فهاجر البلاد قبل عقد من الزمان، حيث أسس عائلة.
توسل إليه يزيد مساعدته، لكن مرتضى كان يؤجل الأمر. ودكان يزيد قد أصيب بمرض الباركنسون ما ا
أعاقه عن متابعة عمله.
نصحه مرتضى وكان يمده بالمال بالذهاب إلى الريف، وقد ابتاع له منزلا كقصر ذي طابقين.
أرسل له رسالة عبر الإنترنت دون فيها التالي: في الريف ستتحسن حياتك، وسيأتيك أناس كل أسبوع يمدونك بالطعام والشراب. بالمناسبة، سأفتح لك قناة على الإنترنت، منها يمكنك العزف وجني المال، فاطمئن.
وجعل يعزف يوميا باثا عمله الفني وهو محجوز في ذلك البيت الكبير بمفرده...
كسب مبلغا عاليا أول شهر، لكنه جعل يقل إلى ربع كل شهر فاستغرب الأمر.
إلا أن مرتضى فسر الأمر بأن الحكومة وضعت يدها على أمواله، لكنه سيعمل على استعادتها.
طلب منه يزيد العودة إلى المدينة، لكن طلبه قوبل بالرفض باعتبار ان الحياة غالية في كل مكان.
كان الطعام من فاكهة وخضار متوفرا في تلك المنطقة الصيفية المناخ بالإضافة للجو الجميل.
لم يكن مرض الباركنسون الذي ألم به عائقا لممارسته العمل. فقط أراد العمل بعرق جبينه، لا اعتمادا على أتعاب غيره.
كثيرا ما كان يمضي ليلته في حديقة ذلك البيت الكبير إذ كان يحب الطبيعة جدا، كما كانت تتوارد إليه ذكريات جميلة، وبالطبع السيئة منها.
ومر بخاطره ذكرى لحدث أليم كان يتوارد إليه من فترة إلى أخرى فيسبب له نوعا من ضغط نفسي لم يعرف تعليله.
فقد اختصم مع أحد تلاميذ مدرسته إذ كان ذلك التلميذ مشاكسا ومتنمرا بالخفاء، شأن آفة التنمر التي يعاني منها طلاب كثيرون.
كان اسم المشاكس ربيع ينتظر تقصيرا ما من يزيد في الأمور الدراسية، فينقل الخبر لوالده فور تقبيل والده له عند اللقاء بعد انتهاء الدوام الدراسي. وإذ ذاك، يقفز كالعفريت مخبرا أباه بأن ابنك قصر في المواد، مطلقا علي أتفه الشتائم، فينقلب الوالد العادل على ابنه مؤدبا إياه دون ذنب اقترفه محدثا فتنة مجبولة بفتنة لا نظير لها.
ما تسبب باشتباك تلقائي بين التلميذان ما أدى إلى فصل يزيد من المدرسة. لكم يزيد عين ربيع اليمنى فداخلها بكتيريا ما سبب له عمى جزئي.
وكم قدم اعتذاره لعائلته لكن دون جدوى، لكن حدث بعد عدة سنوات أن تعافى ربيع...
أراد يزيد الذهاب إلى المدينة فسار ما يقارب أربع ساعات مهرولا إذ لا سيارة عنده أو حتى أحد يقله.
ظن ان الناس ستعرفه بعد الشهرة الساحقة التي نالها من أغانيه، لكن... ما كان أحد قد سمع به.
لم يخبر ابن خاله عن أمر مجيئه، بل دخل محل بيع أقراص مدمجة وأسمع صاحب المتجر الشهير أغنياته وكانت إجابته:
تبا لك، فالأغنية لعازف شهير عرف عبر الإنترنت واسمه ربيع، وللحال أراه صورته.
دارت الدنيا بيزيد وكاد يسقط أرضا، وارتفع ضغطه... لكن صاحب المتجر عالجه برش ماء ورد على وجهه وسقيه ماء.
توجه يزيد ناحية منزل ابن خاله مرتضى.
كانت الثانية عشر ظهرا حينما بلغ منزله. كان شوق بالغ يكتنف أعصابه ونفسه للقائه، فقد مضى على غيابه عن المدينة التي يعرفها زهاء ثماني سنوات، يتلقى أوامره طواعية من ربيع ظنا منه أنه إنما يبتغي مصلحته.
قرع الباب حوالي ثلاث مرات لكن دون جدوى. وفي الدقيقة العاشرة حاول فتح الباب، ففتح! لقد نسي ربيع إقفال الباب بالمفتاح. ولج داره قارعا أبواب الغرف لكن دون جدوى.
ثم صعد إلى الطبقة العليا. فتح الباب، فإذا به أمام شاشة ضخمة، ركبت فيها أجهزة إلكترونية معقدة. فانتظر فيها، يشده دافع اللقاء المفاجئ المنتظر.
شعر عقب ساعتين بملل، وإذا بيده تمتد لأحد أزرار جهاز التشغيل. فإذا بالفيديو يعمل، والشاشة بألوانها تحاكي جمال الواقع وإبداعه. ما هي إلا دقائق حتى فغر فاه أمام مشهد مرعب. لقد شاهد الشاشة وقد برمجت بشكل مقسوم إلى قسمين بخط في منتصفها. وها هو يعزف أجمل أغانيه التي لحنها، أما في القسم الايمن، فرأى الشخص الذي اختصم معه أيام الدراسة؛ ربيع، وقد ركبت صورته مكان صورة يزيد بطريقة الفوتوشوب، وصورة للناس عبر يوتيوب تتفاعل معه بشدة ظانة أنه يزيد. فعرف يزيد بالحيلة الرهيبة التي حاكها مرتضى الشرير.
انتهى العرض وإذا به يسمع تسجيلا لمرتضى يحدث ذلك الوغد الفاجر غير التائب اي ربيع، قائلا له، اعتبر سرك في بئر، الأموال ستكون لك، أما قليل جدا منها فسأمنحه ليزيد الذكي، ثم ضحكا بسخرية لدقيقه.
وللحال دارت في رأسه الدائرة ، كما أنه لم واذا بالفيديو يتوقف عن العمل إذ سقط يزيد عليه مطفئا إياه سهوا. وحدث أن دخل مرتضى منزله وإذا به يشده لرؤية يزيد في بيته كما أنه لم يدر بمعرفة يزيد للحيلة الخبيثة، ونقله إلى المستشفى.
أياما وشهورا قضاها يزيد في هناك، ثم تبين أنه أصيب بسرطان كان في بداياته. وقد أدى إلى إصابته بنوع من المرض النفسي وآلام في المعدة، لكنه يشفى عند استئصال الورم.
كانت تكلفة العملية رخيصة نسبيا. وكان بانتظار الشفاء.
لكن مرتضى أخذ له صورة، واعطاها للأطباء في جامعة الطب النفسي لدراسة المرض المستحدث، ما فاقم ضيق يزيد المشلول. لكن الشلل والأمر النفسي ينتهي معه بإزالة الأمر.
ماطل مرتضى بالدفع ولم يدفع حتى رعبونا، فهمه نصرة ربيع وربيع فقط، لا لسبب إلا حسده من يزيد.
ظل أمر الدفع سرا لا يعلمه إلا ابن الطبيب وعائلة يزيد وعائلة مرتضى.
مرت الأسابيع والمرض يتفاقم، حتى شارف يزيد على الموت والدموع تتساتل من عينيه بين الفينة والفينة...
وحدث في أحد الايام ان رأى حلما، رأى نفسه كالأسطورة شمشون، جميل المنظر، طويل الشعر، مفتول العضلات لكن نحيل.
شاهد نفسه وقد انتقلت نفسه، في أثناء نومه إلى كوكب جميل ثماره من العقود واللآلئ المشعة الفوسفورية، وأنه أعطي عينين زمرديتين قرمزيتين، وقد حسده كل سكان ذلك الكوكب، إذ كان فنانا أكان في الموسيقى أم في الفنون العسكرية، إذ دافع عن كوكبه خائضا مجاهل الموت منقضا على أعداء وطنه بفطنته وقوته. وهكذا ذاقوا المر الهوان بعد طردهم إلى كواكبهم التي جاءوا منها لاحتلال موطنه.
ثم في لحظة، ألفى نفسه على كوكب الأرض، وأعداءه أنفسهم قد تقمصوا بشرا ملثمين، قد سلطوا عليه أساليبهم التنمرية الهجومية للانتقام منه، إلا أنه تمكن من معرفة قائدهم الخاسر، وكانوا، في الحلم يسكرون من دمائه، التي نزلت منه خمرا. استيقظ من حلمه لا يقوى حتى على تحريك جسمه، فخلاصه باستئصال ورمه السرطاني الخبيث الممتد الذي طال جهازه العصبي.
استيقظ من نومه لا يلوي على حراك.
تساتلت الدموع من عينيه وهو يتضرع إلى الباري فواكه من أسر الجسد المضني الرهيب.
وما قاله هو التالي: أسألك يا الله يا خالق الكون، أن تقصي عني الشياطين الموسوسة لي من عالم الجحيم، (أو عفوا عزيزي القارئ)، هي السيالات القاطنة في دركات الجحيم، و ان تثبت في نفسي العزيمة لأحافظ على ثباتي الايماني وما توعزه لي بالمقابل طيوف النعيم وهي نفوس علوية أو سيالات في درجات النعيم، فأحيا بمقتضاها كما يشاء الباري. أعاهدك يا خالقي أن أبقى على وصاياك في الفضيلة والصلاح، والابتعاد عن الموبقات، علي أنال الرحمة فولوج
درجاتك السماوية يا مالك الكون وحدك عز وجل.
ثم شاهد في ذلك الفردوس ثمارا بلورية ذات الوان وانعكاسات لصور الناس فيها، وربما رؤية وجوه متعددة لشخص واحد في مرآة. كانت الصور صافية تبعث الراحة الشديدة في النفس مبعدة الأفكار المادية المسببة للظنون والعداوات! انها الصور التي ينبغي أن تزرع فينا؛ في رؤسنا لكي نراها فيما حولنا، وهي الصور النقية البعيدة عن الظنون الرديئة؛ فما نراه هو انعكاس لما نراه في باطن عقولنا في الذهن او الفكر.
وإذ جعل يصلي بخشوع حانيا رأسه واقفا، اذا بسؤال يخطر في باله، ترى في اي زمن انا الآن وأين.
وإذا بصوت يدوي من السماء قائلا له: في درجة نعيم علوية، وفي زمان يبعد عن الأرض ملايين السنوات الضوئية.
سألته عن انعكاسات صور الشعب، فقال: الصور المادية هي تقليد ورمز لتلك الروحية الأصلية الخالدة. إن الأمور الروحية الخاصة بين المخلوق والخالق لتغلب وتطغى على تلك ذات الانقسامات المادية في مدها وجزرها وعلوها وعمقها...

وفيما بعد، في نفس الحلم، انتقلت روحه إلى عالم الهناء حيث كانت في كوكب انتصاره، وشوهد جسده جثة هامدة، وإذ ذاك تحقق حلمه بزوال آلامه النفسية والجسدية، والعمل بما يرضي الله عز وجل.
إلا أن سيارته أصابتها صاعقة فاحترقت، فتمت فيها عدالة سمواية، لأنه كان قد اصطدم بسيارة دون أن يعلم صاحبها خوفا منه.
أما مرتضى فنال من عذابات يزيد ما يستحقه لتتحقق فيه العدالة الإلهية من عقاب عله يتوب، فالألم خير مطهر للإنسان كما قال الهادي الحبيب.


٩ ديسمبر ٢٠٢٣ عند الساعة 8:20 صباحا
لبنان




الموضوع الأصلي: مأساة صداقة || الكاتب: يوسف قبلان سلامة || المصدر: منتدى امسيات








عدد مرات النقر : 28
عدد  مرات الظهور : 1,597,5253
 توقيع : يوسف قبلان سلامة


رد مع اقتباس
قديم 03-21-2024, 06:53 PM   #2


الصورة الرمزية محمد داود العونه
محمد داود العونه غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 18
 تاريخ التسجيل :  Feb 2024
 أخر زيارة : 03-27-2024 (04:58 PM)
 المشاركات : 237 [ + ]
 التقييم :  110
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



بعد التحية الطيبة..

مرحبا استاذنا القدير /يوسف سلامة

شكرا كثيرا على متعة القراءة وهذه اللغة الحكائية المشوقة..

نرفعها ترحيبا بقلمك البديع في المدينة الحالمة..
.
. كل التقدير والاحترام


 
 توقيع : محمد داود العونه



رد مع اقتباس
قديم 03-21-2024, 07:39 PM   #3


الصورة الرمزية نورة
نورة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 8
 تاريخ التسجيل :  Feb 2024
 أخر زيارة : اليوم (07:58 AM)
 المشاركات : 226,609 [ + ]
 التقييم :  176742
 الدولهـ
United Arab Emirates
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Goldenrod

أوسـمـتـي

افتراضي



نص عن الصداقة مليئ بالمعاني السامية

قلم متميز ومحترف

تستحق المتابعة

سعدت بالقراءة والمرور

ولك كل الزين اخي الفاضل


 
 توقيع : نورة



رد مع اقتباس
قديم 03-21-2024, 07:44 PM   #4


الصورة الرمزية نورة
نورة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 8
 تاريخ التسجيل :  Feb 2024
 أخر زيارة : اليوم (07:58 AM)
 المشاركات : 226,609 [ + ]
 التقييم :  176742
 الدولهـ
United Arab Emirates
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Goldenrod

أوسـمـتـي

افتراضي



تمت الاضافة


 
 توقيع : نورة



رد مع اقتباس
قديم 03-22-2024, 08:18 AM   #5


الصورة الرمزية المهره♕
المهره♕ غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 14
 تاريخ التسجيل :  Feb 2024
 أخر زيارة : اليوم (05:25 AM)
 المشاركات : 153,292 [ + ]
 التقييم :  104167
 الجنس ~
Female
 SMS ~
لوني المفضل : Dodgerblue

أوسـمـتـي

افتراضي



رائع ماقرت لك
قلم جميل
سلم البنان
التقييم والنجوم


 
 توقيع : المهره♕



رد مع اقتباس
قديم 03-24-2024, 05:50 AM   #6


الصورة الرمزية AL-PRINCE
AL-PRINCE غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 63
 تاريخ التسجيل :  Mar 2024
 أخر زيارة : 04-22-2024 (02:48 PM)
 المشاركات : 93,520 [ + ]
 التقييم :  77715
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Whitesmoke

أوسـمـتـي

افتراضي



.
.
.
.
أَسْعَدَ اللهُ أَوََقَاتُكُمْ بِكُلُّ خَيْرٍ..
دَائِمَا تَبْهَرُونَا بَمَوٍآضيعكم
الَّتِي تَفُوٍح مِنْهَا عِطْرَ الْإِبْدَاعِ وَالتَّمَيُّزِ ،
لَكَم الشُّكْرُ مِنْ كُلُّ قَلْبِيٍّ .


 
 توقيع : AL-PRINCE



رد مع اقتباس
قديم 03-24-2024, 06:33 AM   #7


الصورة الرمزية نور
نور غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 61
 تاريخ التسجيل :  Feb 2024
 أخر زيارة : اليوم (06:19 AM)
 المشاركات : 96,245 [ + ]
 التقييم :  81251
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Black

أوسـمـتـي

افتراضي



وسطور بوح
وشمت بتطريز حرفك الرقراق
فكان الالق وكان البهاء

سلم عطاءك ودام تالق بصمتك
ننتظر منك الكثير فلا تبخل
لك التقدير واجمل التحايا
وافر الاحترام


 
 توقيع : نور



رد مع اقتباس
إضافة رد
   
 
مواقع النشر (المفضلة)
 
   
   
 
الكلمات الدلالية (Tags)
مأساة, صداقة
 
   

« لجوء. | - »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لمسات عصرية قَـلـبْღ فـخـامـة مسكـن 4 03-27-2024 08:41 PM

Bookmark and Share

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

Loading...

   
 
 
   

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يتسخدم منتجات Weblanca.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
Developed By Marco Mamdouh
new notificatio by 9adq_ala7sas
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
This Forum used Arshfny Mod by islam servant