علاقة عِلم أصول النّحو بعِلم أصول الفقه يُمكن توضيح العلاقة بين عِلميّ أصول الفقه، وأصول النّحو من خلال الرّجوع إلى تعريف كلّ واحدٍ منهما، فعِلم أصول الفقه هو العِلم الذي
علاقة عِلم أصول النّحو بعِلم أصول الفقه
يُمكن توضيح العلاقة بين عِلميّ أصول الفقه، وأصول النّحو من خلال الرّجوع إلى تعريف كلّ واحدٍ منهما، فعِلم أصول الفقه هو العِلم الذي يبحث في القواعد التي يتمّ من خلالها استخراج الأحكام الشّرعيّة الفرعيّة من الأدلّة، وهذا ما يجعل الأصوليّ يبحث في الأدلّة الكُليّة، أمّا الفقيه فهو الباحث في الأدلّة التّفصيليّة، أمّا أصول النّحو -كما ذُكِر سابقاً- تُعنى بأدلّة النّحو الكُليّة التي جاءت منها فروعه، وبالنّظر إلى التّعريفيْن يُمكن الاستنتاج أنّ المبدأ واحد لكليهما، فكلمة الأصول إذ اتّصلت بعلم ما عَنت البحث في الأدلّة العامّة للعِلم التي يتمّ من خلالها التّوصل إلى العِلم الأصليّ وفروعه، ثمّ يأتي العِلم ليُفصّل في أدلّته الجزئيّة، وهذا هو موضع التّشابه بينهما، أمّا موضع الاختلاف فيكمُن في طبيعة المواضيع التي يتناولها كلّ عِلم، وتجب الإشارة إلى وجود رابطة اللغة العربية رغم اختلاف المواضيع، فالعالِم بأصول الفقه وجب أن يكون مُلمّاً في قواعد الّلغة العربيّة، وقد أكّد الإمام (ابن حزم) ذلك بقوله: "لا بُدّ للفقيه أن يكون نحويّاً لغويّاً، وإلّا فهو ناقص"، فعلى الفقيه أن يكون ملمّاً بما يعينه على فهم خطابات النّاس، ومعرفة عاداتهم وما تعارفوا عليه من الكلام ليستطيع التمييز بين ظاهر الكلام وباطنه، والابتعاد بذلك عن مواطن الزّلل.
أشار السّبكيّ علي بن عبد الكافي في كتابه (الإبهاج في شرح المنهاج) إلى أنّ الأصوليّين من أهل الفقه تفوّقوا على عُلماء النّحو والّلغة في دراستهم لأصول النّحو في بعض الأحيان، حيث توسّعوا في دراستهم لكلام العرب وتحليلهم للمعاني الدّقيقة للألفاظ، فكُتب الّلغة جاءت تضبط المُفردات مع معانيها الظّاهرة فقط، أمّا أهل أصول الفقه فقد كانوا بحاجة إلى دراسة ما هو أبعد من الظّاهر الّلغويّ لفهم النص بكل تفاصيله، ومن الشّواهد على هذا دلالة الوزن الصّرفيّ (أفعل) على حُكم "الوُجوب"، ودلالة (لا تفعل) على حُكم "التّحريم" على سبيل المثال لا الحصر، كما يجب التّنويه أنّ الأصوليّين من أهل النّحو وضعوا العديد من القواعد الأصوليّة التي وضعها أهل أصول الفقه مِثل السّماع، والقياس، والاجتهاد، والحال، والاستصحاب، وغيرها، وبالنّظر إلى العِلمين يُلاحظ تأثُّر كلّ واحدٍ منهما بالآخر، فمن الأمثلة الواضحة على هذه العلاقة التّبادليّة أنّ التّقسيمات