مطلب إسلامي حق , وثقيلة لا تقواها حتى الجبال , وصاحبها هو العف الزاهد النزيه , ومضيّعها هو المنافق الجاحد اللئيم ..
قال تعالى : { إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولا } ..
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال : " آية المنافق ثلاث , إذا حدث كذب , وإذا أوعد أخلف , وإذا أُؤتمن خان " ..
الأمانة أمرها عظيم , ومعانيها كثيرة وجليلة , يحملها جميع الناس علموا ذلك أم لم يعلموا ، الإمام , القاضي , العالم , الطالب , الموظف , الجندي رب الأسرة ، " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته " ..
ورسولنا صلى الله عليه وسلّم هو الصادق الأمين ، فبعد أن بزغ نور الحق , وعلمت قريش بما ينوي سيدنا محمد أن يفعله من نشرٍ لدينه الجديد عملت على عداوته أشدّ عداوة , إلا أن ذلك لم يثنيهم على أن يجعلوا أموالهم وأحمالهم أمانةً عنده , ولا غرابة في ذلك فلا يوجد من هو أمين مثل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم ..
قال ميمون ابن مهران " ثلاثة يؤدين إلى البَر والفاجر ، الأمانة , والعهد , وصلة الرحم "..
وهي مظهر اجتماعي جلي , يدعو إلى الترابط بين الأفراد , وإقامة العدل بين ظهرانيهم , وتأدية الحقوق اللازم تأديتها بينهم .
والأمانة : حفظ سر , وإيفاء وعد , وإقامة عدل , وأمرٌ بمعروف , ونهيٌ عن منكر , وصدق حديث ..
والأمانة : تحميك من كل دنيّة , وتهديك محبة الناس على اختلاف آرائهم وأعمارهم ..
في ضياعها تُؤسر الحقوق , وتتعطّل المهن , ويغوص الناس في بحور الظن , ويتسكّعون في ميادين الوهم , لا ثقة واضحة بينهم , ولا حب خالص يجمعهم ..
قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون . واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنه وأن الله عنده أجرٌ عظيم } ..