|
#1
|
|||||||
|
|||||||
الفراشات المهاجرة// أحلام المصري
،، الفراشات المهاجرة// أحلام المصري ،، / . / . . توطئة // . في حقل أبي..كانت حياة، و حقل أبي يشبه كل الحقول حينها..إلا أن أبي كان هو المختلف! . . حقل أبي..هو الوطن! / / في حضرة الأحزان ،جاءت الذكريات تتهادى، مد أبي نظره بعيدا، و استعاذ! انتبهت..حين ألقى بحجرٍ صغيرٍ -كان يداعبه بين أصابعه- في النهر، فتشكلت دوائرٌ متتابعة و متشابكة و بعض فقاعات..لم تلبث أن اختفت.. ابتسم أبي ابتسامته الباهتة التي تلازمه منذ عقود..و قال: سينتهي! ثم ركن رأسه إلى جذع شجرة التوت العتيقة التي لم تبرح مكانها منذ زرعها جدي منذ ...ثمـــ.. تسعـــ... أو مائة عام كما يروي لي أبي! سألته في همسٍ ، خشية أن أعكر لحظات تأمله : ما الذي سينتهي يا حبيبي!! نظر أبي إليّ و كأنه لم يكن يعلم أني برفقته، ثم ابتسم ابتسامةً أخرى، قديمة..لم أرها في عينيه منذ كنت طفلة..ابتسامة برائحة البرتقال و لون الشمس..ابتسامة فيها فرح النخيل حين يعانق الفضاء..و فيها رقص الريحان عندما تداعبه نسائم صبح.. ابتسم ، و ضمتني ابتسامته القديمة..ثم مد يده نحوي، فاقتربت منه و كما كان يفعل منذ عقود..أخذني في صدره، ربت على كتفي..و مسح على شعري ، ثم قال: الفرح يا بسمتي..الفرح سيعود الحزن سينتهي! ثم همس لي بصوتٍ قديم: أأحكي لك حكاية؟ فقلت بلهفة كنت قد نسيتها : نعم ،حبيبي احكِ لي حكاية، فقد اشتقت حكاياتك منذ زمن! بيده الأخرى تناول بعض التراب من تحت قدميه، و قربه في كفه نحو أنفه..و قال: هذا التراب لم تتغير رائحته قط..لكنه اليوم حزين! غدا..سيفرح التراب..و سيغني الطين حين يضحك فيه القطن من جديد..و ترقص على صدره سنابل قمح..! / آهٍ يا أبي..ما تزال تحلم بأيامك القديمة! أوجعك جدب الأرض و جفاف المطر..و النيل وحده غير قادر! آهٍ يا أبي ! يا لهذا الوجع الممتد على درب الخروج ذي الاتجاه الواحد.. هل تنسى يا أبي! أتنسى يا حبيبي..كم من طيرٍ هجر أرضك! و كم من فراشةٍ اغتالتها نار الغياب! أتنسى يا سيدي..كم من سنبلةٍ ماتت قبل أن تنعم بولادة القمح..! حبيبي أنت و صابرٌ حد الموت تحت شجرة التوت التي دفن تحتها أبوك كما أوصى! لماذا يا أبي أراك مؤخرا لا تفارقها..!! لماذا يا سيدي تعيد اجترار الحزن ، رغم محاولتك لصنع رغيف أملٍ لا يكفي لسد جوعنا جميعا..! سيدي.. بات زمن الفراشات بعيدا..و شجرة الورد البيضاء التي زرعتها لي..سرقتها يد الطوب، و أما شجرتنا العتيقة..فهي قائمة و قد اعتصمت بالأرض و النهر.. لكنها يا حبيبي لم تعد تدرك كيف تضم الفراشات! . . خروج // ما تزال شجرة التوت تنادي، و الفراشات عرفت الدرب ذا الاتجاه الواحد! . . المصدر: منتدى امسيات - من قسم: ⊱ أدب الرســالة ⊰ المصدر: منتدى امسيات - من قسم: ⊱ أدب الرســالة ⊰ |
|
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
جدب! // أحلام المصري | أحلام المصري | ۵ومضـــــــةٌ شــــــــاعرية ۵ | 4 | 04-22-2024 10:50 AM |
حرف جر // أحلام المصري | أحلام المصري | ⊱ السّـــــــــــــاخِر ⊰ | 2 | 03-19-2024 12:40 AM |
،، أنا مش آسف لحد..// أحلام المصري ،، | أحلام المصري | ♞صَهيــــــــــلْ | 4 | 03-19-2024 12:38 AM |
حياة! // أحلام المصري | أحلام المصري | ۵وَمْضَــــــةٌ حِكـــائِيّةٌ ۵ | 2 | 03-16-2024 08:26 AM |
احتفال // أحلام المصري | أحلام المصري | ۵وَمْضَــــــةٌ حِكـــائِيّةٌ ۵ | 2 | 03-16-2024 08:26 AM |
|