وأما تفسير الآيات المذكورة فهو : { و إن تُصِبْهُمْ ( أي المنافقين أو الضعفاء
من المؤمنين ) حَسَنَةٌ ( ما يَسُرُّهم من الحوادث ) يَقُولُواْ هَذِهِ مِنْ عِندِ اللّهِ
( كما كان اليهود يقولون ذلك لأنبيائهم ) وَ إِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ ( حينما يتعرَّضوا
للأذى و للحوادث السيئة بسبب الدعوة الى الله ونشر الإسلام أو بصورة عامة )
يَقُولُواْ هَذِهِ مِنْ عِندِكَ ( أي من عند الرسول (ص) تطيّراً به و تشكيكاً في تدبيره
و دوره القيادي ) قُلْ ( يا محمد ) كُلًّ ( أي كل من البلية و النعمة ) مِّنْ عِندِ اللّهِ
( صادرٌ عن حكمة الله بحسب المصالح ) فَمَا لِهَؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ
حَدِيثًا ( إستفهام و تعجب من جمود فهمهم و خمود فطنتهم ) * مَّا أَصَابَكَ مِنْ
حَسَنَةٍ ( كنعمة العافية و الأمن و الرفاه و غيرها من أنواع النعم )
فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ ( كأنواع البلايا ) فَمِن نَّفْسِكَ ( لأن مصدرها النفس
بما تكسب من الآثام و الذنوب أو بسبب تقصيرها عن أداء واجباتها ) وَ أَرْسَلْنَاكَ
لِلنَّاسِ رَسُولاً ( فما عليك إلا البلاغ ) وَ كَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا ( على إرسالك ) } .