الموضوع: مراقبة النفس
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 03-19-2024, 09:43 AM
اشراق غير متواجد حالياً
أوسـمـتـي
 
 عضويتي » 42
 جيت فيذا » Feb 2024
 آخر حضور » 04-03-2024 (02:08 PM)
آبدآعاتي » 297
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 التقييم » اشراق has a spectacular aura aboutاشراق has a spectacular aura aboutاشراق has a spectacular aura about
 آوسِمتي » وسام المحبة  


/ نقاط: 0
 
Post مراقبة النفس





ينبغي للعبد أن يراقب نفسه عند الخوف من الأعمال ، ويلاحظها بالعين الكائلة ،
فإنها إن تركت طغت فأفسدت وفسدت ، ثم يراقب الله في كل حركه وسكون ،
وذلك بأن يعلم بأن الله مطلع عليه وعلى ضمائره خبير بسرائره ، رقيب على
أعمال عباده ، قائم على كل نفس بما كسبت ، وأن سر القلب في حقه مكشوف

كما أن ظاهر البشرة للخلق مكشوف بل أشد من ذلك ، قال الله تعالى ( ألم
يعلم بأن الله يرى ) وقال تعالى ( إن الله كان عليكم رقيبا ) .

روي عن النبي صلّ الله عليه وسلم : الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم
تكن تراه فإنه يراك .

مراقبة النفس

وفي الحديث القدسي : إنما يسكن جنات عدن الذين إذا هموا بالمعاصي ذكروا
عظمتي فراقبوني ، والذين انحنت أصلابهم من خشيتي وعزتي وجلالي إني
لأهم بعذاب أهل الأرض فإذا نظرت إلى أهل الجوع والعطش من مخافتي صرفت
عنهم العذاب.

وحكي أن زليخا لما دخلت بيوسف قامت فغطت وجه صنمها ، فقال يوسف :
مالك تستحين من مرابة جماد ولا أستحي من مراقبة الملك الجبار .

والمراقبة تحصل من معرفة الله ، والعلم بأنه تعالى مطلع على الضمائر عالم بما
في السرائر ، بمرأى منهم وبمسمع ، وهم بمرأى ومسمع .

مراقبة النفس

والموقنون بهذه المعرفة مراقبتهم على درجتين :

احداهما : مراقبة المقربين وهي مراقبة التعظيم والجلال ، وهي أن يبصر القلب
مستغرقا بملاحظة ذلك الجلال ومنكسرا تحت الهيبة ، فلا يبقى فيه متسع
للإلتفات إلى الغير ، وهذا هو الذي صار همه همًا واحدًا وكفاه الله سائر
الهموم .

والثانية : مراقبة الورعين من أصحاب اليقين ، وهم قوم غلب يقين اطلاع الله على
ظواهرهم وبواطنهم ولكن لم ي دهشهم ملاحظة الجمال والجلال بل بقيت
قلوبهم على حد الإعتدال متسعة للتلفت إلى الأحوال والأعمال والمراقبة فيها ،
وغلب عليهم الحياء من الله فلا يقدمون ولا يحجمون إلا بعد التثبت ، ويمتنعون
عن كل ما يفتضحون به في يوم القيامة ، فإنهم يرون الله مطلعًا عليهم ، فلا
يحتاجون إلى انتظار القيامة .

مراقبة النفس

فإن العبد لا يخلوا إما أن يكون في طاعة أو معصية أو مباح .

فمراقبتة في الطاعة بالإخلاص والإكمال ومراعاة الأدب وحراستها عن الآفات ،
ومراقته في المعصية بالتوبة والندم والإقلاع والحياء والإشتغال بالتكفير ،
ومراقبته في المباح بمراعاة الأدب ، بأن يقعد مستقبل القبلة وينام على اليد
اليمنى مستقبلا إلى غير ذلك ، فكل ذلك داخل في المراقبة .

وبشهود في النعمة وبالشكر عليها ، وبالصبر على البلاء ، فإن لكل واحد منها
حدودًا لابد من مراعاتها بدوام المراقبة " ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه " .

مراقبة النفس


الموضوع الأصلي: مراقبة النفس || الكاتب: اشراق || المصدر: منتدى امسيات







 توقيع : اشراق


رد مع اقتباس