عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 04-01-2024, 12:17 AM
امير الزهور غير متواجد حالياً
Iraq     Male
أوسـمـتـي
 
 عضويتي » 62
 جيت فيذا » Mar 2024
 آخر حضور » 05-07-2024 (02:44 PM)
آبدآعاتي » 184,639
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Iraq
جنسي  »
 التقييم » امير الزهور has a reputation beyond reputeامير الزهور has a reputation beyond reputeامير الزهور has a reputation beyond reputeامير الزهور has a reputation beyond reputeامير الزهور has a reputation beyond reputeامير الزهور has a reputation beyond reputeامير الزهور has a reputation beyond reputeامير الزهور has a reputation beyond reputeامير الزهور has a reputation beyond reputeامير الزهور has a reputation beyond reputeامير الزهور has a reputation beyond repute
أس ام أس ~
ام ام اس ~
MMS ~
 آوسِمتي » وسام 1000موضوع  


/ نقاط: 0

وسام العيد  


/ نقاط: 0

105  


/ نقاط: 0

وسام شكر وتقدير  


/ نقاط: 0
 
افتراضي قصة بائعة الخبز





قصة حقيقية مؤثرة حدثت في جمهورية السودان لأحد المعلمين بمنطقة ريفى المناقل (منطقة في السودان ) كان يُدَرِّس فى مدرسة للبنات فى الصف الثالث ابتدائي ، وفي كل يوم كان يرى خارج الفصل جنب الشباك بنت مسكينة وجميلة تكسوها البراءة وتبيع الخبز لأمها في الصباح ، وقد بلغت سن المدرسة لكنها لم تدخلها بسبب الوضع المادى لأسرتها ، فلديها أربعة أخوه صغار ووالدهم متوفي وهي تسهم مع أمها فى مصاريف معيشتهم ببيع الخبز عند المدرسة ، فساعدت إخوتها بأن يدخلوا المدرسة ويكملوا تعليمهم ..

كان الاستاذ يشرح للطالبات درساً في الرياضيات وبائعة الخبز تتابعه من شباك الفصل وهي بالخارج ، ثم سأل الأستاذ في أحد الايام الطالبات سؤالاً صعباً وخصص له جائزة ، ولم تجيبه أي طالبة ، وتفاجأ ببائعة الخبز تؤشر باصبعها من خارج الشباك وتصرخ : أستاذ أستاذ أستاذ ، فأذن لها المدرس بالإجابة .. وأجابت وكانت إجابتها صحيحة…!!

منذ ذلك اليوم راهن عليها الأستاذ ، فتكفل برعايتها وبكل مايلزمها من مصروفات مدرسية على نفقته ومن مرتبه ، واتفق مع مدير المدرسة على أن يتم تسجيلها كطالبة بالمدرسة وتشارك بالإختبارات دون دخول الفصل لعدم قدرتها على تحمل مصاريف المدرسة ، وأن يجعلها تبدأ من الصف الثالث كمستمعة لـتتعلم ولو الشيء البسيط من التعليم ، واتفق مع جميع مدرسي المواد الأخرى على أن تظل الفتاة تسمتع من الشباك إلى كل الحصص وهي خارج الفصل ، فأجمعوا على الموافقة على مغامرته وأخبر هو والدتها بذلك ، وفرض المدرس على الفتاة أن تترك بيع الخبز وتتفرغ للتعليم ويتولى أحد اخوتها البيع بدلاً منها ..

وكانت المفاجأة عندما ظهرت نتائج الاختبارات ، فقد كانت هي الأولى على المدرسة ، وسارت على هذا النهج برعاية الأستاذ وإشرافه اليومي عليها الى أن اوصلها إلى الصف الأول بالمرحلة الثانوية ..

وهنا فارق الاستاذ السودان للعمل بالخارج ، ولم يكن هناك تلفونات في ذلك الوقت لكي يواصل متابعة أخبارها ، وقد كبر أحد إخوتها وعمل بعربة كارو لبيع الماء وبقى يصرف عليها ، وانقطعت صلتها بالأستاذ لمدة اثني عشر عاماً ..

وبعد غياب إثنا عشر عاماً عاد الأستاذ إلى السودان ، وكان لديه زميل بالدولة التي كان يعمل فيها ، وزميله هذا لديه إبن بجامعة الخرطوم كلية الطب ، وطلب زميله منه أن يرافقه للجامعة ، وأثناء دخوله الجامعة مع صديقه مكث بعض الوقت في الكافتريا ، فإذا بفتاة على قدر من الجمـال تحدق فيه بشوق وقد تغيرت معالم وجهها عندما رأته ، وهو لم يعلم لماذا تحدق فيه بهذا التأثر ..!؟

فسأل ابن صاحبه إن كان يعرف هذه الفتاة وأشار إليها خفية ، فأجابه : نعم بالطبع إنها بروفيسور تُدَرِّس طلاب كلية الطب دفعة السنة السادسة والأخيرة …

ثم سأل الطالب الأستاذ : هو أنت بتعرفها يا عمو ..؟
قال : لا ولكن نظراتها لي غريبة ..

وفجأة وبدون مقدمات جرت الفتاة نحوه واحتضنته وعانقته وهي تبكي بحرقة بصوت لفت أنظار كل من كان بالكافتيريا ، وظلت تحضنه لفترة من الزمن دون مراعاة لأي اعتبار ، وظن الجميع أنه والدها ، وأجهشت بالبكاء حتى أغمي عليها … وتم إسعافها …

وبعد فترة صحت من نوبة الإغماء وتمالكت أعصابها ونظرت إليه وقالت له : ألا تذكرني يا أستاذي ..؟

أنا البنت اللي كانت حطام إنسانة وحضرتك صنعت منها إنسانه ناجحة ، أنا البنت اللي حضرتك كنت السبب في دخولها المدرسة وصرفت عليها من حر مالك حتى وصلت إلى ما وصلت إليه ، وذلك بفضل الله ثم رعايتك وإهتمامك وموقفك الإنساني الفريد ، أنا إبنتك فلانة ( بائعة الخبز ) …

ودعته والذين معه ومجموعة من الزملاء إلى منزلها وأخبرت أمها وإخوتها بالأستاذ الإنسان الذي وقف معهم وكان سبباً في تغيير مجرى حياتهم ، واحتفلت به الأسرة احتفالاً كبيراً ، وكانت مناسبة فرح كبيرة ، وألقى الأستاذ كلمة قال فيها :
[ لأول مرة أحس إنني معلم و انني إنسان ..]

تحية لكل معلم ولكل معلمة ..
وتحية لكل من علمني حرفاً
وزرع في قلبي معنى الحياة
والعطاء والإنسانية ..
_______________
من أجمل ما قرأت

الموضوع الأصلي: قصة بائعة الخبز || الكاتب: امير الزهور || المصدر: منتدى امسيات



المصدر: منتدى امسيات - من قسم: يحكى ان


المصدر: منتدى امسيات - من قسم: يحكى ان





رد مع اقتباس