الموضوع: مجرد ..ذكر !
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 04-21-2024, 10:20 PM
أفراح حمود أبو عريج غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 223
 تاريخ التسجيل : Apr 2024
 فترة الأقامة : 32 يوم
 أخر زيارة : 04-21-2024 (10:20 PM)
 المشاركات : 207 [ + ]
 التقييم : 110
 معدل التقييم : أفراح حمود أبو عريج will become famous soon enoughأفراح حمود أبو عريج will become famous soon enough
بيانات اضافيه [ + ]

أوسـمـتـي

1 مجرد ..ذكر !






دون سابق إنذار يمسك مقبض الباب ويدفعه حتى يكاد أن يحطمه ،و تنطلق من حنجرته قذائف نارية من السباب والشتائم ..

سارة الـ .. لماذا لم تحضري لي الماء إلى غرفتي .. أيتها الـ ...

ترمقه سارة بنظرة ملؤها السخرية ثم تبتسم قائلة :

ألا يمكنك أن تتعلم أولاً آداب الاستئذان ، والكلام مع الآخرين !!

تشعل كلماتها في رأسه آلاف الحرائق ويهيج كالبركان ليقفز نحوها ممسكاً بياقة قميصها ضاغطاً عليها حتى تكاد أن تلفظ أنفاسها الدافئة بين يديه ، وتخرج من بين أسنانه حروفه القذرة :

أيتها الـ ... ماذا قلت ؟ أعيدي علي أوامرك..

مهما تفعل لن أحضر لك شيئاً، قم أنت بخدمة نفسك و ..

وقبل أن تكمل يشد أكثر على رقبتها و يقهقه كالمجنون :

أيتها اللعينة هل تعتقدين أنك ستمضين أرادتك علي ! من تظنين نفسك !

أنا سارة أختك أيها المعتوه أختك التي تكبرك بأربعة أعوام و...

هأنت قلتيها بنفسك أختي – الأنثى التي سأمرغ أنفها في التراب إن لم تقومي باحترامي كما يجب

لماذا ؟ من تظن نفسك !

أنا!!

ينظر إلى نفسه بزهو وترفع ، ثم يرمقها بازدراء وتقزز ، وكأنما ينظر إلى حشرة تسللت من نافذة الغرفة ، أو دودة تسربت من تحت عتبة الباب الخلفي للمنزل ، يمط شفتيه المسودة من أثر السجائر قائلا :

أنا الرجل في هذا البيت ، ألا تلحظين أنه حتى أبي يهتم لراحتي و..

وقبل أن يكمل قصة زهوه ردت عليه سارة بامتعاض :

أنا أكبر منك سناً ومثلي مثلك إنسانة خلقها الله بروح وجسد و ..

انطلقت ضحكة مجلجلة ملؤها الازدراء ونظر إليها نظرته الدونية المعتادة قائلا:

لا يهم .. فالفتاة فتاة وستبقى كذلك .. والقوامة للرجال ..

القوامة !! القوامة لا تعني ما تفعله أنت ! وإن كانت القوامة الحقيقية للرجال فهي لا تعنيك على الإطلاق لأنك لست منهم فأنت مجرد ذكر ليس إلا ..

لم تكمل سارة حروفها حتى طبع أخوها أصابع كفه على خدها الأيسر عله أن يخرس صوتها الذي طالما جرده من جبروته و أشعره بقلة عقله و غباءه المستفحل

تقع سارة أرضاً والدماء تلون وجهها ويكمل أخوها رجولته بأن يبصق عليها من فيه النتن:

أنتن معشر النساء لا يصلح لكن إلا هكذا حتى تحترمن أنفسكن وتعرفن قدرها

ثم يولي تاركاً إياها على قارعة ألمها الممتد من الوريد إلى الوريد ، تلملم سارة كرامتها المبعثرة على مسرح الحياة وتحاول النهوض لتصل إلى سريرها ودموعها تمتزج بدمائها التي لونت شفتيها الممتلئتين فبدت كحبات فراولة تضج بالحب بينما هي في الحقيقة ليست سوى دليل ألم وقهر قانٍ.

وألقت بجسدها المنهك على طرف السرير وبينما هي كذلك إذ بصوت الهاتف يرن ، ترفع سماعة الهاتف لتجد صوت حنون يدثرها ..

الو سارة

نعم .. ولا

ماذا ؟ هل سارة موجودة؟

أنا سارة ولكني ليس لي من اسمي نصيب .

ماذا بك يا عزيزتي !! أخبريني..

لا تقلقي لا شيء .. فقط أحس بإرهاق من أثر المذاكرة والسهر ، فمادة الغد صعبة جداً.. أليست صعبة ؟

بالفعل إنها صعبة وثقيلة على قلوبنا ، آآآه يا سارة أتمنى ألا أخذل طموح والداي فيني ، أريد أن احصل على معدل مرتفع من أجلهما

تتمتم سارة : هنيئا ً لك والديك

ماذا قلت يا سارة ؟

كنت أدعو لك فقط بالتوفيق.

أووه أشكرك من أعماقي ، والآن بعد أن أطمأن قلبي عليك سأقفل الهاتف كي نكمل المذاكرة إلى اللقاء غداً إن شاء الله.

تقفل سارة السماعة بعد أن ودعت صديقتها المغمورة بحنان والديها وتتهيأ لتستجمع قواها وتعود لمذاكرة دروسها فغداً اختبار مادة من أصعب المواد الدراسية ..


تمضي السنوات بلمح البصر

الو ... مرحبا

أهلا مأمون

أخيرا ً !! لماذا لم تردي على هاتفك الخلوي بسرعة ؟

عفوا ً يا مأمون .. كنت منشغلة بتوقيع بعض الأوراق المهمة لاجتماع يوم غدٍ بإذن الله.

هاااه إذا فأنت تذكرين الاجتماع ولا داعي لأن أذكرك

بالتاكيد لن أنساه

إذا نلتقي في العاشرة صباحاً في مكتب مدير الشركة

اتفقنا .. و أشكرك على تذكيرك

يسرني ذلك


وفي الاجتماع يتحدث رئيس الاجتماع:

اليوم جمعتكم وكلي سرور وغبطة بانجازات شركتنا الرائدة فقد بذل كل منكم جهداً يشكر عليه وتكليلا لنجاحنا في المشروع الذي أوكل إلى الآنسة سارة يسرني ويسعدني نيابة عن كل القائمين على هذه الشركة أن نمنح الآنسة سارة ترقية تليق بجهودها الحثيثة المتفانية وننقلها من مساعد مدير إلى مدير عام القسم الذي تعمل به ونتمنى لها دوام الأزدهار .


ووسط تصفيق الحضور تتسلم سارة شهادة شكر وتقدير و تنهال عليها التبريكات من كل حدب وصوب وفي الوقت ذاته الذي كانت سارة تستعذب دموع الفرح الماطر على خديها راجية أن تمحو بها عذابات السنوات السابقة كانت هناك دموع حزن وقهر تنهال من عيون أخرى في محكمة جنائية

حكمت المحكمة حضوريا على ( هو ذات الشخص الذي مافتئ يرسم أصابعه على خدي سارة ذات تاريخ ) بالسجن الؤبد جزاء لما اقترفته يداه من الجرائم اللا أخلاقية ( تجارة مخدرات ، رشوة ، تزوير ، دعارة ...) رفعت الجلسة..


تلفتت سارة حولها يمنة ويسرة لكنها لم تجد غير زملاءها في العمل بجوارها أما أهلها فهم حتى هذه اللحظة بجوار أخيها ( الذكر ) ربما لأنهم من أوصلوه إلى هذه المهالك بكثرة دلالهم له وليس لذلك سبب إلا أنه مجرد ذكر !!!.

الموضوع الأصلي: مجرد ..ذكر ! || الكاتب: أفراح حمود أبو عريج || المصدر: منتدى امسيات










رد مع اقتباس