عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 04-08-2024, 08:31 AM
امير الزهور غير متواجد حالياً
Iraq     Male
أوسـمـتـي
 
 عضويتي » 62
 جيت فيذا » Mar 2024
 آخر حضور » 05-07-2024 (02:44 PM)
آبدآعاتي » 184,638
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Iraq
جنسي  »
 التقييم » امير الزهور has a reputation beyond reputeامير الزهور has a reputation beyond reputeامير الزهور has a reputation beyond reputeامير الزهور has a reputation beyond reputeامير الزهور has a reputation beyond reputeامير الزهور has a reputation beyond reputeامير الزهور has a reputation beyond reputeامير الزهور has a reputation beyond reputeامير الزهور has a reputation beyond reputeامير الزهور has a reputation beyond reputeامير الزهور has a reputation beyond repute
أس ام أس ~
 آوسِمتي » وسام 1000موضوع  


/ نقاط: 0

وسام العيد  


/ نقاط: 0

105  


/ نقاط: 0

وسام شكر وتقدير  


/ نقاط: 0
 
افتراضي الغضب جماع الشر كله





الغضب جماع الشر كله

الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم...مالك يوم الدين، الحمد لله الكريم الوهاب، الحمد لله الرحيم التواب، الحمد لله الهادي إلى الصواب مزيل الشدائد وكاشف المصاب، فارج الهم، كاشف الغم، مجيب دعوة المضطر، ما سأله سائل فخاب، سبحانه يسمع جهر القول وخفي الخطاب، أخذ بنواصي جميع الدواب، فسبحانه من إله عظيم لا يماثل، ولا يضاهى، ولا يرام له جناب، هو ربنا لا إله إلا هو عليه توكلنا وإليه المرجع والمئاب، فسبحان من انفرد بالقهر والاستيلاء، واستأثر باستحقاق البقاء وأذل أصناف الخلق بما كتب عليهم الفناء...

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].
﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].

أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدى هدى محمد وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
أيها الأحبة الكرام: نعيش واياكم فى هذا اليوم المبارك مع داء ودواء والطبيب هو خير البشرية اذا فالتشخيص دقيق والعلاج بلا شك لا يقبل التشكيك.

أما الداء فهو الغضب والدواء سوف يصفه لنا طبيب القلوب وحبيبها سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم وتعالوا نصف الداء كما وضحه رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم - ففي الصحيح: عن سليمان بن صرد قال: كنت جالسا مع النبي صلى الله عليه و سلم ورجلان يستبان فأحدهما احمر وجهه وانتفخت أوداجه فقال النبي صلى الله عليه و سلم (إني لأعلم كلمة لو قالها ذهب عنه ما يجد لو قال أعوذ بالله من الشيطان ذهب عنه ما يجد ). فقالوا له إن النبي صلى الله عليه وسلم قال تعوذ بالله من الشيطان. فقال وهل بي جنون؟ رواه البخاري باب: صفة إبليس وجنوده.

قال النووي رحمه الله تعالى في شرح مسلم وأما قول هذا الرجل الذي اشتد غضبه هل ترى بي من جنون؟ فهو كلام من لم يفقه في دين الله تعالى ولم يتهذب بأنوار الشريعة المكرمة وتوهم أن الاستعاذة مختصة بالجنون ولم يعلم أن الغضب من نزعات الشيطان ولهذا يخرج به الإنسان عن اعتدال حاله ويتكلم بالباطل ويفعل المذموم وينوي الحقد والبغض وغير ذلك من القبائح المترتبة على الغضب. ثم قال ويحتمل أن هذا القائل.. كان من المنافقين أو من جفاة الأعراب.

لعلنا نلاحظ صفة وهيئة هذا الرجل (أحمر وجهه وانتفخت أوداجه) فهذه حالة الغاضب وإذا وصل الإنسان لهذه الحالة فلا يرجى منه خيرا لا قولا ولا فعلا.

وأيضا وصف النبي هذا الداء كما جاء فى مسند احمد عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُطْبَةً بَعْدَ الْعَصْرِ إِلَى مُغَيْرِبَانِ الشَّمْسِ، حَفِظَهَا مِنَّا مَنْ حَفِظَهَا، وَنَسِيَهَا مَنْ نَسِيَ فَحَمِدَ اللهَ - قَالَ عَفَّانُ، وَقَالَ حَمَّادٌ: وَأَكْثَرُ حِفْظِي أَنَّهُ قَالَ: بِمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ - فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: "...... أَلَا إِنَّ الْغَضَبَ جَمْرَةٌ تُوقَدُ فِي جَوْفِ ابْنِ آدَمَ، أَلَا تَرَوْنَ إِلَى حُمْرَةِ عَيْنَيْهِ وَانْتِفَاخِ أَوْدَاجِهِ، فَإِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ فَالْأَرْضَ الْأَرْضَ، أَلَا إِنَّ خَيْرَ الرِّجَالِ مَنْ كَانَ بَطِيءَ الْغَضَبِ سَرِيعَ الرِّضَا، وَشَرَّ الرِّجَالِ مَنْ كَانَ سَرِيعَ الْغَضَبِ بَطِيءَ الرِّضَا، فَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ بَطِيءَ الْغَضَبِ بَطِيءَ الْفَيْءِ وَسَرِيعَ الْغَضَبِ سَرِيعَ الْفَيْءِ فَإِنَّهَا بِهَا...".

فالغضب أيها الأحبة الكرام شر كله فأمره خطير وخطره جسيم وعواقبه وخيمة فالغضب سببا فى قتل النفس التي حرم الله، والغضب من آثاره قطيعة الرحم التي من وصلها وصله الله ومن قطعها قطعه الله، والغضب سبب لعقوق الوالدين وقطع أواصل المحبة بين الناس لذلك وصف لنا حبيبنا وسيدنا ومعلمنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسائل عدة لعلاج وتجنب عواقب الغضب ونذكر منها:
أولا / الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم وهذا واضح من خلال قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إني لأعلم كلمة لو قالها ذهب عنه ما يجد لو قال أعوذ بالله من الشيطان ذهب عنه ما يجد).

فذكر الله والإستعانه به من أعظم الأمور لتجنب عواقب الغضب وآثاره قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ ﴾ [الأعراف: 201].

ثانيا / تغيير الحالة التى يكون عليها الغاضب أثناء الغضب فإن كان قائما جلس وان كان جالسا اضطجع فإن تغيير الحالة يذهب الكثير من أثر الغضب وشدته.

فعَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: كَانَ يَسْقِي عَلَى حَوْضٍ لَهُ، فَجَاءَ قَوْمٌ فَقَالَ: أَيُّكُمْ يُورِدُ عَلَى أَبِي ذَرٍّ وَيَحْتَسِبُ شَعَرَاتٍ مِنْ رَأْسِهِ؟ فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا، فَجَاءَ الرَّجُلُ فَأَوْرَدَ عَلَيْهِ الْحَوْضَ فَدَقَّهُ، وَكَانَ أَبُو ذَرٍّ قَائِمًا فَجَلَسَ، ثُمَّ اضْطَجَعَ، فَقِيلَ لَهُ: يَا أَبَا ذَرٍّ، لِمَ جَلَسْتَ، ثُمَّ اضْطَجَعْتَ؟ قَالَ: فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَنَا: "إِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ وَهُوَ قَائِمٌ فَلْيَجْلِسْ، فَإِنْ ذَهَبَ عَنْهُ الْغَضَبُ وَإِلَّا فَلْيَضْطَجِعْ " رواه أحمد فى مسنده.

وورد عند أبى داود فى سننه: عن أبي ذر قال: إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لنا " إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع".
قال الشيخ الألباني: صحيح.

ثالثا / الصمت أثناء الغضب وعدم الانفعال فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " عَلِّمُوا، وَيَسِّرُوا، وَلا تُعَسِّرُوا، وَإِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْكُتْ " رواه أحمد فى مسنده.
ففائدة السكوت أنه يعينك على عدم التلفظ بالألفاظ الفاحشة والخطيرة التى يصعب علاجها.

رابعا / أن يعلم الإنسان منا أن دفع الغضب يكون بالسيطرة على النفس وعدم الإنجرار مع الإنفعال فعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال (ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب) رواه البخارى باب الحذر من الغضب.

خامسا / تذكر وصية النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - والتى ورد فيها عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَوْصِنِي؟ قَالَ: " لَا تَغْضَبْ "، قَالَ: قَالَ الرَّجُلُ: فَفَكَّرْتُ حِينَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا قَالَ، فَإِذَا الْغَضَبُ يَجْمَعُ الشَّرَّ كُلَّهُ" رواه البخارى واللفظ لأحمد فى مسنده.

سادسا / أن يعلم أن كظم الغيظ ودفعه من صفات المؤمنين المتقين قال تعالى: ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [آل عمران: 133، 134].
وقال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ ﴾ [الشورى: 37].

الخطبة الثانية
الحمد لله وكفى وصلاة وسلاما على النبي المجتبى صلى الله عليه واله ومن سار على دربه واقتفى. وبعد:
فقد عرفنا أيها الأحبة الكرام خطورة الغضب وأضراره وبقى لنا أن نعرف أن هناك من الغضب ما هو محمود بل هو دليل على إيمان العبد وغيرته وحرصه على دينه وعقيدته.

الغضب المحمود: وهو ما كان لله - تعالى - عندما تنتهك محارمه، وهذا النوع ثمرة من ثمرات الإيمان إذ أن الذي لا يغضب في هذا المحل ضعيف الإيمان قال تعالى عن موسى - عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام - بعد علمه باتخاذ قومه العجل ﴿ وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأعراف: 150]

أما غضب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فلا يُعرف إلا أن تنتهك محارم الله - تعالى عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - شَيْئًا قَطُّ بِيَدِهِ وَلاَ امْرَأَةً وَلاَ خَادِمًا إِلاَّ أَنْ يُجَاهِدَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا نِيلَ مِنْهُ شيء قَطُّ فَيَنْتَقِمَ مِنْ صَاحِبِهِ إِلاَّ أَنْ يُنْتَهَكَ شيء مِنْ مَحَارِمِ اللَّهِ فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ..

ومن ذلك ما رواه عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - على أصحابه وهم يختصمون في القدر فكأنما يفقأ في وجهه حب الرمان من الغضب فقال: (بهذا أمرتم؟ أو لهذا خلقتم؟ تضربون القرآن بعضه ببعض بهذا هلكت الأمم قبلكم) فقال عبد الله بن عمرو: ما غبطت نفسي بمجلس تخلفت فيه عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ما غبطت نفسي بذلك المجلس وتخلفي عنه. رواه أحمد في مسنده

الموضوع الأصلي: الغضب جماع الشر كله || الكاتب: امير الزهور || المصدر: منتدى امسيات










رد مع اقتباس