خطبة: حق المسلم على المسلم ( 2 )
الخطبة الثانية
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله... الحقُّ الخامس: تَعُودُه إذا مَرِضَ؛ ويتأكَّد هذا الحَقُّ إذا كان المَرِيضُ من ذَوِي الأرحام، أو كان جاراً. واللهُ تعالى يُعاتِبُ عبدَه يوم القيامة على تَرْكِهِ لِعِيادَةِ المَرِيض؛ قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ - يَوْمَ القِيَامَةِ: يَا ابْنَ آدَمَ! مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي. قَالَ: يَا رَبِّ! كَيْفَ أَعُودُكَ وَأَنْتَ رَبُّ العَالَمِينَ؟! قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلاَنًا مَرِضَ؛ فَلَمْ تَعُدْهُ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ؛ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ» رواه مسلم. وفي عِيادَةِ المَرِيضِ أَجْرٌ عَظِيمٌ، وثوابٌ كَبِير؛ ومِمَّا جاء في فَضْلِ عِيادَةِ المريض وثوابِها؛ أنَّ العائِدَ ما يزال يَجْنِي من ثِمارِ الجَنَّةِ ونعيمِها حتى يَرْجِع؛ لقول النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ عَادَ مَرِيضًا؛ لَمْ يَزَلْ فِي خُرْفَةِ الجَنَّةِ». قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَمَا خُرْفَةُ الجَنَّةِ؟ قَالَ: «جَنَاهَا» رواه مسلم. وعائِدُ المَرِيضِ تُصَلِّي عليه الملائكةُ وتَسْتغفِرُ له؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَعُودُ مُسْلِمًا غُدْوَةً إِلاَّ صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُمْسِيَ، وَإِنْ عَادَهُ عَشِيَّةً إِلاَّ صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُصْبِحَ» صحيح - رواه الترمذي. وفي روايةٍ: «مَا مِنْ رَجُلٍ يَعُودُ مَرِيضًا مُمْسِيًا إِلاَّ خَرَجَ مَعَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ حَتَّى يُصْبِحَ» صحيح موقوف - رواه أبو داود. ويدعو له أَهْلُ السَّماء؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ عَادَ مَرِيضًا أَوْ زَارَ أَخًا لَهُ فِي اللَّهِ؛ نَادَاهُ مُنَادٍ: أَنْ طِبْتَ وَطَابَ مَمْشَاكَ، وَتَبَوَّأْتَ مِنَ الجَنَّةِ مَنْزِلاً» حسن - رواه الترمذي. الحقُّ السَّادس: تَتْبَعُ جَنازَتَه إذا مَاتَ؛ ومن فوائِد ذلك: أنْ يَعْلَمَ المرءُ مِقدارَ ضَعْفِه، ويتذكَّرَ مَصِيرَه ومآلَه، فيستعد لذلك بالتَّزَوُّدِ من الصَّالحات؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «عُودُوا المَرْضَى، وَاتَّبِعُوا الجَنَائِزَ؛ تُذَكِّرُكُمْ الآخِرَةَ» حسن - رواه أحمد والبزار. ويقولُ جِبْرِيلُ عليه السلام: «يَا مُحَمَّدُ! عِشْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ» حسن – رواه الحاكم والبيهقي. فاليومَ يُصَلَّى على أخيه وغدًا يُصَلَّى عليه؛ لأنَّ الموتَ حَقٌّ على الجَمِيع، وإنما هي آجَالٌ، قال تعالى: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ﴾ [الأنبياء: 35]. ويَتَذَكَّر – وهو يَحْمِلُ أخاه على عُنُقِه – أنه سَيُحْمَلُ غدًا على الأعناق إلى المقابر مَهْمَا طال به العُمُرُ وعلا به المَنْصِبُ، فلا بُدَّ من الخروج من هذه الدنيا. كُلُّ ابْنِ أُنْثَى وَإِنْ طَالَتْ سَلَامَتُهُ ../ يَوْمًا عَلَى آلَةٍ حَدْبَاءَ مَحْمُولُ ويَتَذَكَّر – وهو يَدْفِنُ أخاه في القَبْر – أنه غدًا سَيُدْفَنُ في هذا المكان، وأنَّ القَبْرَ أوَّلُ مَنازِلِ الآخرة، فإنْ كان خيرًا فما بَعْدَه خَير وإنْ كان شرًّا فما بَعْدَه شرٌّ؛ يقول النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا وُضِعَتِ الجِنَازَةُ فَاحْتَمَلَهَا الرِّجَالُ عَلَى أَعْنَاقِهِمْ فَإِنْ كَانَتْ صَالِحَةً قَالَتْ: قَدِّمُونِي، وَإِنْ كَانَتْ غَيْرَ صَالِحَةٍ قَالَتْ لأَهْلِهَا: يَا وَيْلَهَا أَيْنَ يَذْهَبُونَ بِهَا! يَسْمَعُ صَوْتَهَا كُلُّ شَيْءٍ إِلاَّ الإِنْسَانَ وَلَوْ سَمِعَ الإِنْسَانُ لَصَعِقَ» رواه البخاري. ومع ذلك نرى كثيرًا من الناس يُصَلُّون على الجِنَازَةَ، ويَذْهَبون إلى المقابر، ولا يَتَذَكَّرون، ولا يَتَّعِظون! </ul> |
|
جزاكم ربي خير الجزاء ونفع الله بكم وسدد خطاكم وجعلكم من أهل جنات النعيم https://upload.3dlat.com/uploads/3dl...d178516b25.gif |
يُعْطِيكَم الْعَافِيَةُ
دُمْتُم بِهَذَا الْعَطَاءِ الْمُسْتَمِرِّ أسْعدنَى الرَّدَّ عَلَى مَوَاضِيعِكُمْ وَالتَّلَذُّذَ بِمَا قَرَأَتْ وَشَاهَدَتْ تَقْبَلُوا خَالِصَ اِحْتِرَامِي لِأَرْوَاحَكُمِ الجميله وَدُمْتُم بِسَعَادَةِ دَائِمَةِ http://media.tumblr.com/tumblr_m2t0tlS78c1qbs47q.gif |
جزاك الله خير
|
ماأكثر الأشياء التي كنت اتمنى أن أقولها اليكم
، و ما أكثر المشاعر التي أحببت أن ابثها اليكم .ايها الراقين في منتدى امسيات و لكني عندما أردت أن أكتب هذه الكلمات ، وجدتني عاجزا لا أستطيع كتابة شيء .. و لكن بقت جملة واحدة تتردد على لساني، لا أدري لماذا؟ مبدعون حقا لا تحرمونه من نبض ابداعتكم |
ماأكثر الأشياء التي كنت اتمنى أن أقولها اليكم
، و ما أكثر المشاعر التي أحببت أن ابثها اليكم .ايها الراقين في منتدى امسيات و لكني عندما أردت أن أكتب هذه الكلمات ، وجدتني عاجزا لا أستطيع كتابة شيء .. و لكن بقت جملة واحدة تتردد على لساني، لا أدري لماذا؟ مبدعون حقا لا تحرمونه من نبض ابداعتكم |
جزاك الله كل خير
ع الطرح القييم لاحرمك الاجر والثواب /* |
الساعة الآن 12:37 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
هذا الموقع يتسخدم منتجات Weblanca.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
Developed By Marco Mamdouh
new notificatio by 9adq_ala7sas