منتدى امسيات

منتدى امسيات (http://www.omssyat.com/vb/index.php)
-   نفحات قرآنية (http://www.omssyat.com/vb/forumdisplay.php?f=7)
-   -   تفسير قوله جل جلاله : ( وآمنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم .. ) (http://www.omssyat.com/vb/showthread.php?t=3711)

عاشق الغاليه 03-30-2024 09:51 PM

تفسير قوله جل جلاله : ( وآمنوا بما أنزلت مصدقا لما معكم .. )
 
<hr style="color:White" size="1">

قوله تعالى: ﴿ وَآمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ ﴾ [البقرة: 41].



شروع في دعوة بني إسرائيل إلى الإسلام والإيمان بالقرآن، بعد أنْ مهَّد لذلك بما يهيئ نفوسَهم لقبوله؛ من تذكيرهم نعمتَه، وأمرِهم بالوفاء بعهده، ورهبته وحده.



قوله: ﴿ وَآمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ ﴾ معطوف على قوله: ﴿ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ ﴾ [البقرة: 40]، فهو من مقتضى ذكر نعمة الله عليهم وشكرها، والوفاء بعهده ورهبته.



أي وصدِّقوا بالقرآن الذي أنزلتُه على محمد صلى الله عليه وسلم، وانقادوا له ظاهرًا وباطنًا.



وبدأ بالأمر بالإيمان بالقرآن في تفصيله لعهده؛ لأنه لا يتم إيمانُهم ولا يصح إلا بالإيمان بالقرآن، وبمن أنزله الله عليه، وهو محمد صلى الله عليه وسلم، كما قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ ﴾ [النساء: 47].



﴿ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ ﴾: "مصدقًا" حال من المنزَّل، و"ما" موصولة، أي: حال كونه مصدِّقًا للذي معكم من التوراة والإنجيل، و"المصدِّق" المخبِر بصدقِ غيره، أي: مخبرًا وشاهدًا بصدق التوراة، وأنها من عند الله حقًّا وصدقًا.



وهو أيضًا مصداق ما أخبَرتْ وبشَّرتْ به التوراة والإنجيل من أوصاف النبي صلى الله عليه وسلم ومن أوصاف القرآن الكريم، وهذا مما يوجب عليكم الإيمانَ به؛ لأنه من الإيمان بما معكم مما جاء به موسى وعيسى وغيرهما من أنبياء الله تعالى.



كما أن الكفر به وتكذيبَه كفرٌ وتكذيب بما معكم؛ لأن من كذَّب بكتاب مِن كتبِ الله، أو رسولٍ من رسله، فقد كذَّب بجميع الكتب والرسل.



﴿ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ ﴾؛ أي: ولا تكونوا يا بني إسرائيل أول فريق كافرٍ بالقرآن، وبمن أنزل عليه القرآن، وهو محمد صلى الله عليه وسلم؛ لأن الكفر بالقرآن يستلزم الكفر بمن أنزل عليه، والكفر ضد الإيمان.



وقوله: ﴿ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ ﴾ أبلغ من "ولا تكفروا به" لتضمُّنِه نهيهم عن المبادرة إلى الكفر به، وتوبيخهم على التأخر عن الإيمان به، وكونهم قدوة لغيرهم بالكفر به عكس ما كان ينبغي منهم؛ ولهذا كان كفرهم به - مع تصديقه لما معهم - أشبه بكونهم أول من كفر به، وإنْ سبقهم مشركو مكة؛ لقيام الحجة عليهم أكثرَ من مشركي مكة، إضافة إلى ما فيه من إيحاء إلى أنهم سيكونون أول من يكفر به حسدًا وبغيًا كما ذكر الله، قال تعالى: ﴿ وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 89].



وقال تعالى: ﴿ وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 101].



وقال تعالى: ﴿ بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ﴾ [البقرة: 90]؛ ولهذا عاتَبَهم الله تعالى في سورة آل عمران بقوله تعالى: ﴿ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ ﴾ [آل عمران: 70]، وبقوله تعالى: ﴿ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ ﴾ [آل عمران: 98].



﴿ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا ﴾معطوف ما قبله، فيه بيان أن سبب كفرهم، وعدم إيمانهم شراؤهم بآيات الله ثمنًا قليلًا، واختيارهم العَرَضَ الدنيويَّ الأدنى.



أي: ولا تبتاعوا بآياتي الشرعية وتعتاضوا عنها، وعن الإيمان بها ﴿ ثَمَنًا قَلِيلًا ﴾ من المناصب والرياسات والجاه، ومتاع الدنيا الزائل الحقير الفاني، وقد جمع عز وجل "آيات" وأضافها إليه تعظيمًا لها، بينما حقَّر المشترى بها بتنكيره ووصفه بالقلَّة، فقال تعالى: ﴿ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا ﴾.



وذلك - والله - قليل، ولو كان الدنيا بحذافيرها، كما قال تعالى: ﴿ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ ﴾ [التوبة: 38]، وقال تعالى: ﴿ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى ﴾ [النساء: 77]، وقال تعالى: ﴿ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ ﴾ [الرعد: 26].



والنهيُ لبني إسرائيل نهيٌ لعلماء هذه الأمَّة من باب أولى بالبعد عن هذا المسلك المشين؛ لأن من تشبَّهَ بقوم فهو منهم، كما قال صلى الله عليه وسلم[1]؛ ولهذا قال سفيان بن عيينة: "من فسَد من علمائنا ففيه شبهٌ من اليهود، ومن فسَد من عبَّادنا ففيه شبهٌ من النصارى"[2].



ومما يؤسف له أن جُعل كثير من العلوم - وبخاصة العلوم الشرعية - مطيَّةً للمكاسب الدنيوية، وجمع المال والشهرة ونحو ذلك، مصداق قوله صلى الله عليه وسلم: ((لتتبعنَّ سنن من قبلكم شبرًا بشبر، وذراعًا بذراع، حتى لو سلكوا جُحرَ ضبٍّ لسلَكتموه))، قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: ((فمَن؟!))[3].



وليس من هذا أخذ الأجرة على تعليم كتاب الله عز وجل؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((إن أحَقَّ ما أخذتم عليه أجرًا كتابُ الله))[4].



وجمهور أهل العلم على جوازه؛ لهذا الحديث وغيره.



﴿ وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ ﴾كقوله: ﴿ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ﴾ [البقرة: 40]، والمعنى: اتقوني وحدي دون غيري، بفعل ما أمرتُكم به واجتناب ما نهيتكم عنه، والرهبة مما يحمل على التقوى؛ ولهذا قدَّم الأمر بها على الأمر بالتقوى.


[1] أخرجه أبو داود في اللباس (4031) - من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من تشبَّه بقوم فهو منهم)).

[2] انظر "بدائع الفوائد" (2/ 32).

[3] أخرجه البخاري في أحاديث الأنبياء (3456)، ومسلم في العلم (669)- من حديث أبي سعيد رضي الله عنه.

[4] أخرجه البخاري في الطب (5737)- من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.

نورة 03-31-2024 12:02 AM

لك كل الشكر والتقدير

على ما نقلت من موضوع قيم

يعطيك العافية

وفي انتظار جديدك الراقي

تحياتي وودي ووردي

https://i.pinimg.com/originals/85/35...6c2b0d4d13.gif
.
.

المهره♕ 03-31-2024 01:32 AM

جزآك الله خيرا
بآرك الله فيك على الطَرح القيم
وَ جعله في ميزآن حسناتك ..

الأمير 03-31-2024 09:05 AM

.
.
.
.
أَسْعَدَ اللهُ أَوََقَاتُكُمْ بِكُلُّ خَيْرٍ..
دَائِمَا تَبْهَرُونَا بَمَوٍآضيعكم
الَّتِي تَفُوٍح مِنْهَا عِطْرَ الْإِبْدَاعِ وَالتَّمَيُّزِ ،
لَكَم الشُّكْرُ مِنْ كُلُّ قَلْبِيٍّ .
http://media.tumblr.com/tumblr_m2t0tlS78c1qbs47q.gif

الراقية ♔ 04-02-2024 08:23 AM

جزاك الله كل خير
و بارك الله فيك

همسة 04-02-2024 08:19 PM

جزاك الله خير

عاشق الغاليه 04-03-2024 01:44 AM

الجميل هو حضوركم
لي الشرف
اشكرك جزيل الشكر
كل الموووووده والتقدير


الساعة الآن 05:05 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يتسخدم منتجات Weblanca.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
Developed By Marco Mamdouh
new notificatio by 9adq_ala7sas
This Forum used Arshfny Mod by islam servant