الـحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَـمِيْنَ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِيْنَ. لقد أوصانا الله تعالى في القرآن الكريم باحترام الكبير وصلة الأقارب، وكذلك أوصانا نبينا محمد صلى
لقد أوصانا الله تعالى في القرآن الكريم باحترام الكبير وصلة الأقارب، وكذلك أوصانا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في سنته المباركة، فأقول وبالله تعالى التوفيق:
أولًا: احترام الكبير:
• روى التِّرْمِذِيُّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: جَاءَ شَيْخٌ يُرِيدُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَبْطَأَ القَوْمُ عَنْهُ أَنْ يُوَسِّعُوا لَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيُوَقِّرْ كَبِيرَنَا»؛ (حديث صحيح) (صحيح الترمذي ـ للألباني ـ حديث 1565).
قوله: «لَيْسَ مِنَّا»؛ أَيْ: لَيْسَ عَلَى طَرِيقَتِنَا.
• قال الحافظ العراقي (رَحِمَهُ اللهُ): هذا الحديثُ فيه التوسعة للقادم على أهل المجلس إذا أمكنَ توسعهم له، لا سيما إن كانَ ممن أُمِرَ بإكرامه مِنَ الشيوخ شيبًا أو عِلمًا، أو كونه كبير قوم؛ (فيض القدير ـ عبدالرؤوف المناوي ـ جـ5 ـ صـ 388).
• روى التِّرْمِذِيُّ عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْن الْعَاص، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيَعْرِفْ شَرَفَ كَبِيرِنَا»؛ (حديث صحيح) (صحيح الترمذي ـ للألباني ـ حديث 1566).
قوله: (وَيَعْرِفْ شَرَفَ كَبِيرِنَا)؛ أي: بما يستحق مِن التبجيل والتعظيم.
• روى الشيخانِ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْبَدْرِيِّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «إِنَّ الْمُسْلِمَ إِذَا أَنْفَقَ عَلَى أَهْلِهِ نَفَقَةً، وَهُوَ يَحْتَسِبُهَا، كَانَتْ لَهُ صَدَقَةً»؛ (البخاري ـ حديث: 5351/ مسلم ـ حديث: 1002).
قال الإمام النووي (رحمه الله): هذا الحديثُ فِيهِ الْحَثُّ عَلَى الصَّدَقَةِ عَلَى الْأَقَارِبِ وَصِلَةِ الْأَرْحَامِ، وَأَنَّ فِيهَا أَجْرَيْنِ؛ (صحيح مسلم بشرح النووي ـ جـ7 ـ صـ88).