الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي:
{ أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ } يثابون { الْغُرْفَةَ } الدرجةَ في الجنة
{ بِمَا صَبَرُوا } على طاعة الله سبحانه { وَيُلَقَّوْنَ } ويستقبلون
{ فِيهَا } في الغرفة بالتحية والسلام.
تفسير البغوي "معالم التنزيل":
{ أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ } يعني ينالون، { الْغُرْفَةَ } يعني الدرجة الرفيعة في الجنة،
والغرفةُ كلُّ بناءٍ مرتفعٍ عالٍ،
وقال عطاءٌ: يريد غرف الدر والزبرجد والياقوت في الجنة،
{ بِمَا صَبَرُوا } على أمر الله تعالى وطاعته،
وقيل: على أذى المشركين، وقيل: عن الشهوات، { وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا }
قرأ حمزة والكسائي وأبو بكر بفتح الياء وتخفيف القاف،
كما قال: { فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا } [مريم: 59]،
وقرأ الآخرون بضم الياء وتشديد القاف،
كما قال: { وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا } [الإنسان: 11].
وقوله: { تَحِيَّةً } أي: ملكًا، وقيل: بقاءً دائمًا،
{ وَسَلَامًا }؛ أي: يسلِّم بعضهم على بعضٍ.
وقال الكلبي: يُحيِّي بعضهم بعضًا بالسلام، ويرسل الربُّ إليهم بالسلام.
وقيل: سلامًا؛ أي: سلامةً من الآفات.