ننتظر تسجيلك هـنـا

إعلانات المنتدى

عدد مرات النقر : 675
عدد  مرات الظهور : 15,886,326 منتدى انين الروح
عدد مرات النقر : 556
عدد  مرات الظهور : 15,886,322 
عدد مرات النقر : 426
عدد  مرات الظهور : 15,886,312 
عدد مرات النقر : 961
عدد  مرات الظهور : 15,874,4612

عدد مرات النقر : 123
عدد  مرات الظهور : 15,886,310 منتديات اميرة خواطر
عدد مرات النقر : 198
عدد  مرات الظهور : 15,883,738 
عدد مرات النقر : 114
عدد  مرات الظهور : 15,883,720 
عدد مرات النقر : 137
عدد  مرات الظهور : 15,883,718
أمـسـيـاتـ

عدد مرات النقر : 89
عدد  مرات الظهور : 8,484,3278 
عدد مرات النقر : 86
عدد  مرات الظهور : 8,484,0439

عدد مرات النقر : 94
عدد  مرات الظهور : 8,483,3580 
عدد مرات النقر : 35
عدد  مرات الظهور : 8,482,1081

عدد مرات النقر : 88
عدد  مرات الظهور : 8,480,3782 
عدد مرات النقر : 46
عدد  مرات الظهور : 8,479,9683

العودة   منتدى امسيات > أمسيات الإسلامي > مناسك الحج والعمره

مناسك الحج والعمره

عرفة لمن عظم الله وعرفه

الحمد لله قدَّم نبينا على كل نبي أرسله، وكتابنا على كل كتاب أنزَله، وجعل أمتنا الأخيرة الأوَّلَة، فله الشكر من معتقد أنه به ولَه، لا غنى إلا في طاعته، ولا

2 معجبون
إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 06-06-2024, 09:07 AM
نزف القلم متواجد حالياً
    Male
أوسـمـتـي
 
 عضويتي » 90
 جيت فيذا » Mar 2024
 آخر حضور » اليوم (10:26 AM)
آبدآعاتي » 3,782
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 التقييم » نزف القلم is a jewel in the roughنزف القلم is a jewel in the roughنزف القلم is a jewel in the rough
 آوسِمتي » وسام التميز  


/ نقاط: 0

وسام الأخوة  


/ نقاط: 0

وسام الضيافة200 مشاركة  


/ نقاط: 0

وسام الضيافة  


/ نقاط: 0
 
عرفة لمن عظم الله وعرفه

Facebook Twitter




الحمد لله قدَّم نبينا على كل نبي أرسله، وكتابنا على كل كتاب أنزَله، وجعل أمتنا الأخيرة الأوَّلَة، فله الشكر من معتقد أنه به ولَه، لا غنى إلا في طاعته، ولا عزَّ إلا بالتذلل لعظمته.
الحمد لله مُجيب من دعا
وفاتح الباب لعبد قرَعا
فهو الذي منَّ بإرسال الحبيبْ
فيا سعادة المنيب المستجيبْ


وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له، المليكُ القادرُ، الواحد البر العزيز القاهر، يرى دبيبَ النملة السوداء، فوق بهيم الصخرة الصماء، في ظلمات الليلة الليلاء.
سبحانه ماذا يقول البارع
في كاملٍ ليس له مضارع؟

وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وصفيه وخليله.
مركبُ الشِّعرِ عند شاطيهِ يرسو
والمعاني إذا ذكرناه أُنسُ
هتف الشّوق نحوه فاستنارتْ
أحرفٌ تحمل الحنينَ ونفسُ
فعليك الصّلاةُ يا خيرَ داعٍ
ما اعتلى في السّماءِ بدرٌ وشمسُ
وبعــــدُ:
أفضالُ ربي دائمًا تتوالى
من فضله سبحانه وتعالى
عشرٌ مباركةٌ تفيض على الورى
لكأنها بدرُ السماء تلالا
صوموا بها وتصدَّقوا وتنسَّكوا
وتزوَّدوا التقوى لكم أعمالا
فبها العبادة فضلُها فاق الذي
منْ بالجهاد تقدَّم الأبطالا
والذكر فيها خيرُ ما قال امرؤ
فدع الفتور وودِّع الإهمالا
والله يفرَح إن رأى من عبده
- مهما تعظم ذنبُه - إقبالا
فادْعوه فيها دعوةً من صادقٍ
أن يصلح الأقوال والأفعالا
عباد الله، بقدر العنا تُنال المنى، وربما تصحُّ الأبدان بالأدواء، ولا يُدركُ الشَّرفُ إلا بالكلَف، وما العزُّ إلا تحت ثوب الكد، ولا يُدرك السادة من لزم الوسادة، ولا تطلب السلعة الغالية بالثمن التافه، ولذة الراحة لا تنال بالراحة، والجنة حُفت بالمكاره، ولن يُدرك البطال منازل الأبطال، وعند تقلب الأحوال تُعرف جواهر الرجال.

والحياةُ فُرَص؛ فمَن أحسَنَ اغتِنامَها فازَ وسعِد، ومَن ضيَّعَ وفرَّط فلا يلُومنَّ إلا نفسَه، والمُؤمنُ كيِّسٌ فَطِنٌ، يعلَمُ أن أنفاسَهُ معدُودة، وأيَّامَه محدُودة.
والمجد لا يُشرى بقولٍ كاذبِ
إنْ كنت تبغي المجد يومًا فانصبِ
ولقد قالت الحُكماءُ: التوانِي إضاعة، وفَوَاتُ الفُرَص غُصَّة.
الله أكبرُ كم في العُمر من منحٍ
وكم لهونا وضاعت تلكُمُ المنحُ
هذي هي العشر والرحمن فضلها
يا ويح من أدركوها ثم ما ربحوا
يقول سفيان الثوري: من لعب بعمره ضيَّع أيام حرثه، ومن ضيَّع أيام حرثه ندم أيام حصاده[1].
والفقر الحقيقي - يا عباد الله - هو: الإفلاس من الباقيات الصالحات.
وإذا كان التأنِّي والتمهُّلُ مطلُوبًا في أمورِ الدنيا، فإن أعمالَ الآخرة مطلُوبٌ فيها المُسارَعةُ والمُبادرةُ والمُسابقةُ.
ومِن جَميلِ تعبيرات المُعاصِرين: كُن مُبادِرًا سبَّاقًا، ولا تكُن مُديرَ كوارِث.
وقد ورَدَ في الأثر: «التُّؤدَةُ في كلِّ شيءٍ إلا في عملِ الآخرة»[2].
ويقولُ الإمامُ أحمد –رحمه الله-: كلُّ شيءٍ مِن الخير يُبادَرُ إليه[3].
وقال -عزَّ شأنُه-: ﴿ وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى ﴾ [طه: 84].
وَالحُرُّ لا يَكْتَفي مِنْ نَيْلِ مَكْرُمَةٍ
حَتَّى يَرُومَ الَّتي مِنْ دُونِهَا الْعَطَبُ
يَسْعى بِهِ أَمَلٌ مِنْ دُونِهُ أَجَلٌ
إِنْ كفَّهُ رَهَبٌ يَسْتَدْعِهِ رَغَبُ
لِذَاكَ مَا سَالَ مُوسَى رَبَّهُ أَرِني
أَنْظُرْ إِلَيْكَ وَفي تِسْألِه عَجَبُ
يَبْغي التَّزَيُّدَ فِيما نَالَ مِنْ كَرَمٍ
وَهْوَ النَّجِيُّ لَدَيْه الوَحْيُ والكُّتُبُ
والمُسابقةُ إلى الخيرات –يا عباد الله- مسلَكٌ كريمٌ، لا يتَّصِفُ به إلا الجادُّون المُشمِّرون، والمُسارعةُ إلى أعمالِ البِرِّ طبعٌ لا يُهدَى إليه إلا مَن وهَبَه الله علُوَّ همَّة، وقُوَّةَ عزيمَة، مع سلامةِ قلبٍ، ورَجاحَةِ عقلٍ، وانشِراحِ صَدرٍ، وصدق إرادة.
فالمُسارعةُ والمُنافسةُ إقدامٌ، ومُبادرةٌ، وسَبقٌ، وخِفَّةٌ، وجِدٌّ، ورَغبةٌ، ومَن بادَرَ في طلبِ شيءٍ سَهُلَ عليه تحصِيلُه.
عباد الله:

أطلَّت عشرُ خيرٍ فاغنموها
وفوزوا بالجزيل من العطايا
وتوبوا من ذنوبكمُ وعودوا
لدرب الرشد واجتنبوا الخطايا
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَا مِنْ عَمَلٍ أَزْكَى عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلَا أَعْظَمَ أَجْرًا مِنْ خَيْرٍ يَعْمَلُهُ فِي عَشْرِ الْأَضْحَى»[4].
وعنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ أَيَّامٍأَفْضَلُ عِنْدَ اللهِ مِنْ أَيَّامِ عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ، قَال: فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، هُنَّ أَفْضَلُ أَمْ عِدَّتُهُنَّ جِهَادًا فِي سَبِيلِ اللهِ؟ قَالَ: هُنَّ أَفْضَلُ مِنْ عِدَّتِهِنَّ جِهَادًا فِي سَبِيلِ اللهِ»[5]، ثم بيَّن صلى الله عليه وسلم أن من أفضل هذه الأيام العشر: يومَ عرفة، فقال صلى الله عليه وسلم: «وَمَا مِنْ يوْمٍ أَفْضَلُ عِنْدَ اللهِ مِنْ يوْمِ عَرَفَةَ يَنْزِلُ اللَّهُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيُبَاهِي بِأَهْلِ الأَرْضِ أَهْلَ السَّمَاءِ[6].
فلا تشرق شمسٌ على يوم أفضل من يوم عرفة، ولا تغرب لليلةٍ أفضل من ليلة القدر، والدعاء فيهما من أفضل الأعمال وأقربِها قبولًا وإجابة.
عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: «مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِى بِهِمُ الْمَلاَئِكَةَ فَيَقُولُ مَا أَرَادَ هَؤُلاَءِ؟»[7].
فيوم عرفة هو يوم مغفرة الذنوب، وستر العيوب، والعتق من النار، والقرب والمضاهاة، والفوز والمباهاة، وفي هذا اليوم يتأكد حفظ الجوارح عن المحرمات؛ كما في حديث ابن عباس في المسند، وفيه: «إِنَّ هَذَا يَوْمٌ مَنْ مَلَكَ فِيهِ سَمْعَهُ، وَبَصَرَهُ، وَلِسَانَهُ، غُفِرَ لَهُ»[8].
فيوم عرفة عظيمٌ لمن عظَّم الله وعرَفَه، ومن عرف الله تاب واعترف، ومن تاب واعترف استغفر مما اقترف، وقد قيل: الاعتراف يمحو الاقتراف، كما قيل:
فإن اعترافَ المرء يمحو اقترافَه
كما أن إنكار الذنوب ذنوبُ
قال بعض العارفين: ما فرح أحدٌ بغير الله إلا بغفلته عن الله، فالغافل يفرح بلهوه وهواه، والعاقل يفرح بمعبوده ومولاه[9].
وكان فؤادي خاليًا قبل حبِّكم
وكان بذكر الخلق يلهو ويمرحُ
فلمَّا دعا قلبي هواك أجابَه
فلستُ أراه عن فنائك يبرحُ
فإن شئتَ واصلني وإن شئت لا تَصِل
فلست أرى قلبي لغيرك يصلح
أقول ما تسمعون، فاستغفروا الله لعلكم ترحمون.
الخطبة الثانية
الحمدُ لله، الحمدُ لله مُثيبِ الطائِعين بجَزيلِ الثواب، ومُجيبِ الداعِين وهو أكرمُ من أجاب، أحمدُه - سبحانه - يغفِرُ الزلاَّت، ويُقيلُ العثَرَات، ويتوبُ على من تاب، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ شهادةَ عبدٍ مُخبِتٍ أوَّاب، وأشهد أن سيِّدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُ الله ورسولُه فرضَ الفرائِض، وسنَّ الآداب، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه، ومن سار على دربه، ومشى على نهجه، وثبت على هديه، ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [الزمر: 18]، أما بعد:
يا عباد الله، وأحباب رسول الله صلى الله وسلم عليه، ومما يجلي مكانة يوم عرفة، ويبين فضله، ويعلي مكانته أن الله أقسم به، فهو اليوم المشهود المراد من قوله - جلَّ ذِكْرُه -: ﴿ وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ ﴾ [البروج: 3]، قال أبو هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه -: قَالَ صلى الله عليه وسلم: «الْيَوْمُ الْمَوْعُودُ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، وَالْيَوْمُ الْمَشْهُودُ يَوْمُ عَرَفَةَ وَالشَّاهِدُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ...»[10].
ويوم عرفة هو الوتر الذي أقسم الله به في قوله: ﴿ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْر ﴾ [الفجر: 3]، قال ابن عباس: اللَّيَالِي الَّتِي أَقْسَمَ اللَّهُ بِهَا الْعَشْرُ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ، وَالْوَتْرُ يَوْمُ عَرَفَةَ، وَالشَّفْعُ يَوْمُ النَّحْرِ[11].
يوم عرفة - يا عباد الله - يومٌ يرجى إجابةُ الدعاء فيه، قال صلى الله عليه وسلم: «خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ»[12].
[لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ]، أفضل ما نطقت الأفواه، وتمتمت الشفاه، ولهجت الألسُن، وأروع ما حدا الحادي، وأبدع ما شدا الشادي.
إن روح هذه الكلمةِ وسرَّها: إفرادُ الرب جل ثناؤه بالمحبة والتعظيم، والخوف والرجاء، والتوكلِ والإنابة، والرغبةِ والرهبة، والذل والخضوع.
قيل للحسن البصري -رحمه الله-: إن أناسًا يقولون: من قال: لا إله إلا الله دخل الجنة؟! فقال: من قالها وأدى حقَّها وفرْضَها دخل الجنة[13].
مَنْ قَالَهَا مُعْتَقِدًا مَعْنَاهَا
وَكَانَ عَامِلًا بِمُقْتَضَاهَا
فِي الْقَوْلِ وَالْفِعْلِ وَمَاتَ مُؤْمِنًا
يُبْعَثُ يَوْمَ الْحَشْرِ نَاجٍ آمِنَا
يوم عرفة - يا عباد الله -: صيامُه يكفر ذنوب سنتين، قال صلى الله عليه وسلم: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ»[14].
فليحرصِ المسلم على صيامه، وليحثَّ أهله وأقاربه ويُعِنْهُمْ على ذلك.
فليحرصِ اللبيبُ في تعليمهم
ولا يملَّ قطُّ في تأليفهم

ولنجتهدْ كلُّنا - يا عباد الله- على أن نجعله يومًا رمضانيًّا، ولْنَسْتَغِلّه بالذكر والدعاء، وعكوف القلب على الله.
وقد كان ابن عباس وعمرو بن حريث: يحثان الناس في هذا اليوم على لزوم المسجد[15].
عن الحسن أن أبا الدرداء قال: جِدُّوا بالدعاء؛ فإنه من يكثرْ قرع الأبواب يوشكْ أن يفتح له[16].
المُسارعةُ والتنافُسُ ومُجاهدةُ النَّفس للتشبُّه بالأفاضِل، واللُّحُوق بالأخيار، والحَزمُ والعَزمُ، وأخذُ الكتاب بقُوَّة، والإكثارُ مِن العباداتِ؛ هو منهج الموفقين.
طاعة الله خيرُ ما لزم العب
د فكن طائعا ولا تعصينْهُ
ما هلاكُ النفوس إلا المعاصي
فاجتنِب ما نهاك لا تقربنْهُ
إن شيئا هلاكُ نفسك فيه
ينبغي أن تصون نفسك عنْهُ
إن مما يُعينُ على التنافُس في الصالِحات، والمُسارَعة إلى الخَيرات؛ معرفة قَدر الدنيا بالنسبةِ للآخرة.
حتى قال بعضُ السلَف: لو كانت الدُّنيا من ذهبٍ يَفنَى، والآخرةُ مِن خَزَفٍ يَبقَى، لكان المُتعيِّنُ على العاقِل أن يُؤثِرَ الخَزَفَ الذي يَبقَى على الذَّهَب الذي يَفنَى، فكيف والآخرةُ هي الذَّهبُ الذي يَبقَى، وهي خيرٌ وأَبقَى[17].
وكان يَحْيَى بْنَ مُعَاذٍ الرَّازِيَّ، يَقُولُ: يَا ابْنَ آدَمَ، طَلَبْتَ الدُّنْيَا طَلَبَ مَنْ لَابُدَّ لَهُ مِنْهَا، وَطَلَبْتَ الْآخِرَةَ طَلَبَ مِنْ لَا حَاجَةَ لَهُ إِلَيْهَا، وَالدُّنْيَا قَدْ كُفِيتَهَا وَإِنْ لَمْ تَطْلُبْهَا، وَالْآخِرَةُ بِالطَّلَبِ مِنْكَ تَنَالُهَا، فَاعْقِلْ شَأْنَكَ[18].
إذا انكشف الغطاء يوم القيامة عن ثواب أعمال البشر، لم يروا ثوابًا أفضل من ذكر الله، فيتحسر عند ذلك أقوام فيقولون: ما كان شيء أيسرَ علينا من الذكر[19].
وروى المروزي عن ميمون بن مهران، قال: أدركت الناس وإنهم ليكبِّرون في العشر، حتى كنت أشبهه بالأمواج من كثرتها، ويقول: إن الناس قد نقصوا في تركهم التكبير[20].
وبعدُ يا عباد الله، فإذا هَمَمتُم فبادِرُوا، وإذا عزَمتُم فثابِرُوا، ومَن هابَ رُكوبَ الأهوال قعَدَ عن إدراكِ الآمال، والعِزُّ لا يكونُ إلا تحت ثَوبِ الكَدِّ، ولا يحصُلُ الخطيرُ إلا بالمُخاطَرة، ولا بَردُ العيشِ إلا بحَرِّ التعَبِ، ولا يُدرِكُ المفاخِرَ مَن رضِيَ بالصفِّ الآخر، ومَن صحَّ إلى اللهِ فِرارُه؛ فنِعمَ القرارُ قرارُه.
اللهم إنا نسألك الثبات على دينك، والمثابرة على طاعتك.
اللهم مصرِّف القلوب صرِّف قلوبنا على طاعتك.
اللهم وفِّقنا لاغتنام الأوقات، واشغلنا بالأعمال الصالحات.
اللهم جُدْ علينا بالفضل والإحسان، وعاملنا بالعفو والغفران.
اللهم أذِقنا حلاوة الرحمة، ولذة المغفرة، وتجنُّب الزلل، وبلوغ الأمل، وحسن الخاتمة.
[1] حفظ العمر لابن الجوزي (1/ 65).
[2] أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه؛ من قول عمر الفاروق رضي الله عنه (7/ 234).
[3] الفروع وتصحيح الفروع (2/ 403).
[4] رواه الدارمي في سننه، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، باب فضل العمل في العشر(2/ 1113)، حسنه الألباني، إرواء الغليل (3/ 398).
[5] رواه ابن حبان في صحيحه، من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما، باب ذكر رجاء العتق من النار لمن شهد عرفات يوم عرفة (9/ 164)، صححه الألباني، صحيح الترغيب والترهيب (2/ 32).
[6] المصدر نفسه.
[7] رواه مسلم في صحيحه، باب في فضل الحج والعمرة، ويوم عرفة (2/ 982).
[8] رواه أحمد في مسنده، من حديث ابن عباس رضي الله عنه(5/ 164، 65)، ضعفه الألباني، ضعيف الترغيب والترهيب (1/ 370).
[9] لطائف المعارف لابن رجب (ص274).
[10] رواه الترمذي في سننه، باب ومن سورة البروج(5/ 436)، حسنه الألباني، السلسلة الصحيحة (4/ 67).
[11] مشيخة أبي طاهر (ص1)، عمدة القاري (19/ 289).
[12] رواه الترمذي في سننه، من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، باب في دعاء يوم عرفة(6/ 180)، صححه الألباني، مشكاة المصابيح (2/ 797).
[13] التوضيح لشرح الجامع الصحيح (3/ 659).
[14] رواه مسلم في صحيحه، من حديث أبي قتادة، باب استحباب صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وصوم يوم عرفة وعاشوراء، والاثنين والخميس (2/ 818).
[15] الجامع لعلوم الإمام أحمد (6/ 530).
[16] مصنف ابن أبي شيبة (6/ 22).
[17] إحياء علوم الدين (3/ 207)، تفسير القرطبي (20/ 24).
[18] التبصرة لابن الجوزي (2/ 101).
[19] الوابل الصيب (ص78).
[20] فتح الباري (9/ 9).
وضاح سيف الجبزي

الموضوع الأصلي: عرفة لمن عظم الله وعرفه || الكاتب: نزف القلم || المصدر: منتدى امسيات










عدد مرات النقر : 43
عدد  مرات الظهور : 6,730,2863

رد مع اقتباس
قديم 06-06-2024, 09:20 AM   #2



 
 عضويتي » 4
 جيت فيذا » Feb 2024
 آخر حضور » 06-12-2024 (12:04 AM)
آبدآعاتي » 53,358
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 التقييم » بعشق ضحكتك has a reputation beyond reputeبعشق ضحكتك has a reputation beyond reputeبعشق ضحكتك has a reputation beyond reputeبعشق ضحكتك has a reputation beyond reputeبعشق ضحكتك has a reputation beyond reputeبعشق ضحكتك has a reputation beyond reputeبعشق ضحكتك has a reputation beyond reputeبعشق ضحكتك has a reputation beyond reputeبعشق ضحكتك has a reputation beyond reputeبعشق ضحكتك has a reputation beyond reputeبعشق ضحكتك has a reputation beyond repute
 

بعشق ضحكتك غير متواجد حالياً

افتراضي



سَلمت عَلى رُوعة الطَرح ،
لاَ حرَمنا الله مِن إبدَاعك ،
يَعطيك العَافية .




رد مع اقتباس
قديم 06-06-2024, 09:23 AM   #3



 
 عضويتي » 101
 جيت فيذا » Mar 2024
 آخر حضور » اليوم (12:19 PM)
آبدآعاتي » 5,874
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Iraq
جنسي  »
 التقييم » ناطق العبيدي has a reputation beyond reputeناطق العبيدي has a reputation beyond reputeناطق العبيدي has a reputation beyond reputeناطق العبيدي has a reputation beyond reputeناطق العبيدي has a reputation beyond reputeناطق العبيدي has a reputation beyond reputeناطق العبيدي has a reputation beyond reputeناطق العبيدي has a reputation beyond reputeناطق العبيدي has a reputation beyond reputeناطق العبيدي has a reputation beyond reputeناطق العبيدي has a reputation beyond repute
 

ناطق العبيدي متواجد حالياً

افتراضي



جازاك الله عنا خيرا ...لما أهديت للمكان طرح طاهر نبيل ....
كان في ميزان حسناتك ان شاء الله




رد مع اقتباس
قديم 06-12-2024, 09:44 AM   #4



 
 عضويتي » 90
 جيت فيذا » Mar 2024
 آخر حضور » اليوم (10:26 AM)
آبدآعاتي » 3,782
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 التقييم » نزف القلم is a jewel in the roughنزف القلم is a jewel in the roughنزف القلم is a jewel in the rough
 آوسِمتي »
 

نزف القلم متواجد حالياً

افتراضي



كل الشكر لكم على تواجدكم الجميل وردكم الرائع
اسعدني جدا مروركم ..
دمتم بالف خير .





رد مع اقتباس
قديم 06-12-2024, 09:48 AM   #5



 
 عضويتي » 61
 جيت فيذا » Feb 2024
 آخر حضور » يوم أمس (05:07 AM)
آبدآعاتي » 500,000
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Egypt
جنسي  »
 التقييم » نور has a reputation beyond reputeنور has a reputation beyond reputeنور has a reputation beyond reputeنور has a reputation beyond reputeنور has a reputation beyond reputeنور has a reputation beyond reputeنور has a reputation beyond reputeنور has a reputation beyond reputeنور has a reputation beyond reputeنور has a reputation beyond reputeنور has a reputation beyond repute
 آوسِمتي »
 

نور غير متواجد حالياً

افتراضي



بارك الله فيك على الموضوع القيم والمميز
وفي إنتظار جديدك الأروع والمميز
لك مني أجمل التحيات
وكل التوفيق لك يا رب




رد مع اقتباس
قديم 06-12-2024, 09:49 AM   #6



 
 عضويتي » 90
 جيت فيذا » Mar 2024
 آخر حضور » اليوم (10:26 AM)
آبدآعاتي » 3,782
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 التقييم » نزف القلم is a jewel in the roughنزف القلم is a jewel in the roughنزف القلم is a jewel in the rough
 آوسِمتي »
 

نزف القلم متواجد حالياً

افتراضي



كل الشكر لكم على تواجدكم الجميل وردكم الرائع
اسعدني جدا مروركم ..
دمتم بالف خير .





رد مع اقتباس
قديم 06-12-2024, 03:00 PM   #7



 
 عضويتي » 14
 جيت فيذا » Feb 2024
 آخر حضور » اليوم (07:39 AM)
آبدآعاتي » 180,512
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه
جنسي  »
 التقييم » المهره♕ has a reputation beyond reputeالمهره♕ has a reputation beyond reputeالمهره♕ has a reputation beyond reputeالمهره♕ has a reputation beyond reputeالمهره♕ has a reputation beyond reputeالمهره♕ has a reputation beyond reputeالمهره♕ has a reputation beyond reputeالمهره♕ has a reputation beyond reputeالمهره♕ has a reputation beyond reputeالمهره♕ has a reputation beyond reputeالمهره♕ has a reputation beyond repute
ى÷ ¾ى¾ ~
 آوسِمتي »
 

المهره♕ غير متواجد حالياً

افتراضي



جزاك الله كل خير
واثابك المولي علي ماقدمت
واجزل لك الثواب




رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الله, عرفة, وعرفه

عرفة لمن عظم الله وعرفه



تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ديكورات غرفة الضيوف همسة فـخـامـة مسكـن 4 05-15-2024 10:40 AM
طاولات قهوه خشب لأناقة غرفة المعيش جلال الدين فـخـامـة مسكـن 5 04-20-2024 06:16 PM
فضل يوم عرفة جلال الدين مناسك الحج والعمره 8 04-20-2024 03:47 PM
الرد على من قال إن صوم يوم عرفة ليس من السنة امير اموله مناسك الحج والعمره 6 04-08-2024 04:16 PM
مواصفات الكنب المريح في غرفة الجلوس المهره♕ فـخـامـة مسكـن 6 03-25-2024 05:38 PM

Bookmark and Share


الساعة الآن 12:45 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يتسخدم منتجات Weblanca.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
Developed By Marco Mamdouh
new notificatio by 9adq_ala7sas
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
This Forum used Arshfny Mod by islam servant
اختصار الروابط