ومع كلِّ هذا، القادةُ اليوم لا يُعِدُّون جنودًا أقوياء، مُتسلِّحين بسلاحِ الإيمان، يواجهون كل هذه المؤامرات!
إنَّ أوَّلَّ مسؤوليةٍ يواجهها الأهل في تربيةِ أبنائهم وبناتهم والمعلم والمربي والمصلح كذلك:
"هي إعداد شابٍّ يافعٍ قائدٍ قادرٍ على تحدِّي ومواجهة هذه الأخطار التي تحيط به من كلِّ صوبٍ وجانب".
نصيحتي للأمِّ التي ترعى أولادًا صغارًا بَعد.
أو لمُصلِحٍ يعمل في ميدانِ التربيةِ والدعوةِ:
لا تتركوا أبناءَكم وطلابَكم دون إعدادٍ جيدٍ متين قويٍّ يقيهم شرَّ هذه الفتن ويعصمهم منها.
ابذلوا الغالي والنفيس من الأوقاتِ والأموالِ وطلب المعرفةِ -مع استعانةٍ بالله- في سبيل ذلك، ولا تتغافلوا عن إعدادهم وإنشائهم طرفةَ عينٍ.
﴿ وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ ﴾ [الصافات: 24].
سيُسأل كل ما قدَّم، وما عمِل في سبيل تربيةِ أبنائه وبناتِه وطلابِه.
عِظْني يا شيخي وأنا مليءُ الهمِّ..
يا بنيَّ إنَّ النصرَ مع الصبر، والرِّفعةَ بالجدِّ، ولا يبلغ المرءُ ذروةَ الإيمان دون أن يُبتلى ويُمحَّص ويُختبر ﴿ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ﴾ [العنكبوت: 2]!
يا بنيَّ، البلاءُ على قدرِ الإيمان، فأشدُّ الناس بلاءً الأنبياء ثمَّ الذين يلونهم، وإذا أحبَّ اللهُ عبدًا ابتلاه.
فـصبرًا وثباتًا على الطريقِ ترتقِ بذلك درجاتِ الأولياء المتقين ﴿ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ﴾ [آل عمران: 146]