الأهوال في غَزَّة كثيرة، والمعركة قاسية، والأوجاع شديدة، والأشلاء في كل زاويةٍ ومكان، انعدمَ الأمْنُ وقلَّ النصيرُ، وغيوم البلايا على سمائها قد اشتدت وتكاثفت، مع كل هذه المجريات أرجوك أُخَيَّ لا تسمح لشيءٍ أن يسرق من قلبك حُسْن الظنِّ بالله والتوكُّل عليه.
الله ناصرُ عباده المؤمنين المُوحِّدين؟ نعم. الله وكيلهم وحافظهم ومعينهم؟ نعم. ﴿ قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ﴾ [الأنعام: 64].
لكن هذه سُنَّة الله في الحياةِ، لا بد من التمحيص والاختبار؛ ﴿ لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ﴾ [الأنفال: 37] ﴿ الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ﴾ [العنكبوت: 1، 2] وما نراه اليوم من تدمير وتشريد وقتل وتجويع هو ابتلاءٌ عظيمٌ شديدٌ وتمحيصٌ للمؤمنين المُوحِّدين، فاثبُت وأحْسِن الظنَّ بالله.
الأخُ الحَبيب، ستذكرُ يومًا طَرَق أحدُهم بابَك كي تُقدِّم خيرًا ينفع الأمةَ ويبني عِماد شبابها، فأبَيْتَ تكاسُلًا وتقاعُسًا ولم يكن بك هَمٌّ لا لربِّك ولا لإخوانك وأُمَّتك.
ستذكرُ وتعدُّ الندامةَ يوم لا ينفعُ مالٌ ولا بَنون، ﴿ وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ ﴾ [الصافات: 24]