الحج .. تلك الشعيرة العظيمة .. والعبادة الجليلة .. التي يجتمع فيها أكثر من ثلاثة ملايين مسلم ( تقريباً ) .. يجتمعون بلباسٍ واحد .. ومكانٍ واحد .. الحج ..
الحج .. تلك الشعيرة العظيمة .. والعبادة الجليلة .. التي يجتمع فيها أكثر من ثلاثة ملايين مسلم ( تقريباً ) ..
يجتمعون بلباسٍ واحد .. ومكانٍ واحد ..
الحج .. تلك الطاعة التي يجتمع فيها : الشريف والوضيع .. الغني والفقير .. القويُّ والضعيف .. الذكر والأنثى ..
لا يتفاضلون بغير التقوى .. ولا يتميزون بسِوى الطاعة ..
الكل ينادي : لبيك اللهم لبيك .. لبيك لا شريك لك لبيك .. إن الحمد والنعمة لك والملك .. لا شريك ..
الكل يقول : ربِّ اغفر لي .. ربِّ ارحمني .. ربِّ تب عليّ .. ربِّ تقبَّل منِّي ..
الجميع يهتف : اللهم ارضَ عنِّي .. اللهم أدخلني الجنة .. اللهم أجِرني من النار .. اللهم توفَّني على الإيمان ..
في الحقيقة .. لا يملكُ الإنسان عَبرَته ودمعته وهو يشاهد تلك الجموع المجتمعة والوفود المحتشدة .. وهي تجتمع
لتلبية نداء الله عز وجل لها على لسان نبيِّه إبراهيم عليه السلام : ( وأذِّن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كلِّ ضامر ) ..
أما يومُ عرفة .. وما أدراك ما يومُ عرفة .. ذلك اليوم العظيم الرهيب .. الذي يباهي به الله الملائكة .. ففي المسند عن
عبد الله بن عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : ( إن الله عز وجل يباهي ملائكته عشية عرفة
بأهل عرفة فيقول انظروا إلى عبادي أتوني شعثاً غبرا .. ) .
إنه يومُ الغفران .. يومُ انحطاط الذنوب والنكران .. يومُ عتِق الرقاب من النيران .. فاعتبروا يا أولي القلوب ..
في الحج .. يُسكَبُ العطر الحلال ( دموع التوبة ) .. وتنادي أصوات العصاة والمذنبين : ربنا إنا تبنا إليك ..
فاقبلنا يا من يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات .. فيأتي الجواب الرباني : ( أُشهدكم يا ملائكتي أني قد غفرت لهم ) ..
في الحج .. عَبرَةٌ تسقطُ من أهل التقوى والإيمان .. وعِبرةٌ لأولي الأبصار والألباب ..
في الحج .. عَبرَةُ تنزِل من أصحاب الذنوب والعصيان .. وعِبرةٌ لمن يعتبر من أهل الفجور والشهوات ..
في الحج .. تُسكَب العبَرَات .. وتتنزل الرحمات .. وتفيض العطايا والهِبات .. وتُمنَح الهدايا والشهادات ..
( أُشهدكم يا ملائكتي أني قد غفرت لهم ) ..
بارك الله تعالى فيكم وثقل ميزانكم بالصالحات
من الأعمال لجمال هذا الانتقاء النوراني وأسأل الله تعالى أن يجازيكم علي عملكم هذا خير الجزاء واحسنه انار الباري طريقكم لكم جل تقديري واحترامي ومودتي